حرائق الغابات.. تحديد شكل الذروة النباتية في سيادة الأنواع ذات اللحاء السميك في المناطق التي تشتد فيها الحرائق وغلبة الأشجار الفارعة الطول ذات اللحاء الرقيق

الحرائق ظاهرة موسمية تنتشر من بداية فصل الجفاف بمساعدة الرياح السائدة لتعم أواسط السودان في منطقة السافنا قليلة الأمطار. في هذه المنطقة الأشجار متفرقة والقش طويل وكثيف يصبح شديد الاشتعال عندما ينشف مع توقف هطول الأمطار.
كما تنتشر أقل عنفاً في منطقة السافنا غزيرة الأمطار حيث الأشجار أكثر كثافة والقش أقل طولاً وينشف تدريجياً في بقع متفرقة غير متصلة.
السبب المباشر لمعظم الحرائق هو الإنسان في مناشطه اليومية والموسمية في تلبية متطلباته الحياتية. في هذا يفيد ‪Badi (1999b)‬ بأن 45% من الحرائق يشعلها البدو الرعاة كما يشعل المزارعون 36%.
وكلا الفئتين يسببان 81% من جملة الحرائق في أواسط السودان.
تبدأ الحرائق في شهر أكتوبر وتصل إلى قمة انتشارها في نوفمبر مع اكتمال نشاف القش.
تبدأ في الانخفاض نحو شهر فبراير ثم ترتفع في مارس مع بداية تحضير الأرض للزراعة في الخريف وتتوقف الحرائق في يونيو لنفاذ وقودها من القش.
تعد الحرائق من أهم عناصر البيئة المؤثرة علي الغابات إذ تحدث تغييرات في أنواع النباتات وتحدد شكل الذروة النباتية في سيادة الأنواع ذات اللحاء السميك في المناطق التي تشتد فيها الحرائق وغلبة الأشجار الفارعة الطول ذات اللحاء الرقيق في المناطق التي تنعم بقدر من الحماية.
تسبب الحرائق خسائر مادية فادحة إذ تدمر الأشجار وحجم الشجر النامي وتحولها إلي رماد كما تبيد بادرات التجديد الطبيعي وتحرق مخزون التربة من البذور كما تفقر التربة إذ تحرق العناصر الغذائية العضوية وتحدث تغييرات سلبية في بنيتها وتكشفها للعناصر الجوية وعوامل التعرية وتخلق ظروفاً ملائمة لانتشار الحشرات والأمراض الفطرية.
الحرائق مسئولة عن تدمير 30% من المراعي الطبيعية وتساعد في انتشار الأعشاب غير المستساغة.
الإنسان هو أخطر العناصر المؤثرة علي الغابات من حيث أنه يبدد مواردها ويبيدها بأفعاله الضارة من إضرام للنيران وانتشار الحرائق والقطع غير المرشد والزراعة غير المرشدة والرعي الجائر.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال