شرح وتحليل قصيدة (عتاب سيف الدولة) للمتنبي.. أسلوب المبالغة والخطاب المباشر والحكمة



شرح وتحليل قصيدة (عتاب سيف الدولة) للمتنبي:

وجاهل مده في جهله ضحكي
حتى أتته يد فراسة وفم
إذا رأيت نيوب الليث بارزة
فلا تظنن أن الليث يبتسم
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
يا من يعز علينا أن نفارقهم
وجداننا كل شيء بعدكم عدم
أن كان سركم ما قال حاسدنا
فما لجرح إذا أرضاكم ألم
كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم
ويكره الله ما تأتون والكرم
ما أبعد العيب والنقصان من شرفي
أنا الثريا وذان الشيب والهرم

1- في النص أعلاه يرسم المتنبي نفسه شخصية مثالية، استخرج ثلاثة مواضع يظهر فيها ذلك، ثم بين الصفة التي يستدل عليها من كل موضع.الخيل والليل..


فالخيل حين اركبها والليل حين أسرى به والبيداء حين أقطعها تعرفني جيدا بأنني قوي صبور شديد كذلك الحذق والضرب والطعن والمهارة في المعركة والكتب، تشهد لي لإحاطتي بما فيها، والقلم عالم بإبداعي فيما يقيده،
كم تطلبون لنا عيبا..
أنكم تحاولون أن تجدوا لي عيبا تعيبونني، وتتعلقون عليه وتعتذرون به في معاملتي فيعجزكم وهذا الذي تفعلونه يكرهه الله والكرم.
ما أبعد العيب..
وإن بعد ما بيني وبين النقصان كبعد الثريا من الشيب والهرم، فلا يلاحقني العيب والنقصان أبدا.

2- وردت في البيت الثاني حكمة، اشرحها ثم بين علاقتها بالبيت الأول.

إذا رأيت نيوب الليث بارزة..
وإذا كشّر الأسد عن نابه، فليس ذلك تبسما وانما هو قصد الافتراس وهذا تمثيل لحاله يعني انه وان أبدى بشره للجاهل فليس رضا عنه.
لهذا البيت علاقة كبيرة بالبيت السابق فهو يحذر أعداءه بأنه سيفترسهم بعد زمن وإن ضحك لهم، فهو يغضي عن الجاهل حتى يهلكه.

3- يستخدم الشاعر في النص أعلاه أسلوب المبالغة والخطاب المباشر والحكمة مثل لكل منها بمثال واحد وبين الغرض من استخدام كل من الأساليب الثلاثة.

الخيل والليل والبيداء..
هنا أسلوب المبالغة والقصد الفخر وتفوقه على خصومه، فهو يملك الشجاعة والقوة والصلابة والتمكن من الشعر.
وأسلوب الخطاب:
يا من يعز علينا أن نفارقهم..
هنا مدح سيف الدولة الذي أحبه ويعز عليه أن يفارقه فلا يغني سواكم أحد ولا يخلفكم عندنا بدل.
وأما الحكمة في البيت الآتي: إذا رأيت نيوب الليث بارزة..
شبه حاله مع أعدائه وهو يحذرهم وان أبدى بشره للجاهل فليس رضا عنه وإنما يريد الانقضاض عليه.