لم تتخذ الأنا موقفاً مباشراً من الموضوع ولم تتحدّث عنه، ولكنها كانت من خلال عودتها إلى الطفولة والتمسّك بها وتركيزها على ألفة المكان والأشياء الصغيرة تعبّر عن موقف مناهض للعصر, وتبدو (الرؤية) في الخوف الذي ظل يشكّل الخلفية الأساسية لجميع النصوص. فالخوف هو الذي يدفع الشاعر للعودة إلى الماضي، ورغبته في التمسّك بالماضي هو الذي يجعله خائفاً من أن يفقده. إن الاتجاه نحو الذات وأشيائها الجزئية، والاتجاه نحو الماضي الجميل هو رفض للواقع الموضوعي وبحثٌ عن الطمأنينة. وقد تجسّدت (الرؤيا) من خلال البحث عن الأمان والدفْ الأسري والعفوية والمكان الآمن، والحب، والبيت القديم، والذكريات، والهدوء. ولايمكن عزل المكان عن بناء الرؤيا . لقد هيمنت الرؤيا على الرؤية:
هذا البيتُ
أخفُّ ضجيجاً ، إذ ليس له جيرانْ
أو ضوضاءُ فضولٍ تتلصّصُ.
إن الرؤيا تبدأ من الأسرة وما فيها من تفاصيل جزئية:
خذوا كلّ شيء
فقط
اتركوها كشاهدةٍ
لمبةُ القاز.
وقد استخدم الشاعر أشياء المكان مرايا لرسمِ حدود الرؤيا، والتعبير عن الرؤية.
التسميات
أطفئ فانوس قلبي