المكان والقيم الجمالية في أُطفِىءُ فانوسَ قلبي.. علاقة مكانية إنسانية دافئة بين جزئيات الأشياء التي تتشكّل منها التجربة

* يُعتبر المكان أساسيٌ في المجموعة، وهو مركزٌ لكافة العناصر المكونة للتجربة. فكلما ذُكر جزءٌ منه يستثير لدى الشاعر دلالات كثيرة. ويأخذ المكان دورَه من خلال تأديته للأدوار التالية: استثارة الذكريات، منح الصورة الفنية أبعادها الحسية، أعني مساهمته في بناء الفضاء الحسي لها، منح الصورة البعد الوجداني من خلال ارتباطه بكم هائل من الذكريات، عرض كافة التفاصيل ضمن حدوده المعلومة. وهو -إلى جانب ذلك- يُساهم في تنشيط الجزئيات وإظهارها، وتجسيم الصورة. وتنبعُ أهمية المكان أيضاً من خـلال مساهمته في تكوين حالة توحّد بين الأشياء والأحداث التي تتحرّك فيه، فهناك دائماً علاقة مكانية إنسانية دافئة بين جزئيات الأشياء التي تتشكّل منها التجربة:
ثَمَّ حنينٌ يجدرُ أن نحملَهُ
ألانبصرَ عريَ الذكرى وقّعها من رحلوا
مكترثين لأشياءَ كثيرة ، نتعبُ من لصقِ الأوراق
الجدرانُ جلودٌ ندبغُها
شهقاتٍ ، فتحاتِ مساميرٍ
ضحكاتٍ
عاريةً
نتركها تنتظر.
* هناك ثلاثة عناصر تشكّل التجربة والقيم الجمالية في المجموعة هي: المكان والطفولة والذكريات، وعبر التفاعل بين هذه العناصر الثلاثة تتكون مناخات النصوص.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال