الجميل والتراجيدي في أُطفِىءُ فانوسَ قلبي.. الارتباط الحميمي بالماضي والخوف من سقوط هذا الجميل أو موته

جسّدت المجموعة قيمتين جماليتين هما الجميل والتراجيدي. فأما قيمة الجميل فبدَتْ في أشياء المكان والارتباط الحميمي بالماضي. وتجسّدت على الصعيد الحسي من خـلال البيت القديم الذي أنطقَ الشاعر جدرانَه وحديقته وكافة أشيائه، ومن خلال براءة الطفولة الجميلة، والعلاقات الأسرية التي تفوحُ منها رائحة الحـب، والفرح، والصفاء، والبساطة، والعمق الوجداني. وقد عبّر الشاعر من خلال هذه القيمة عن رؤياه، وطرحها بديلاً لقبح الواقع. وقد هيمنت مساحة الجميل على مساحة التراجيدي. أما قيمة التراجيدي فتمثّلت في الخوف من سقوط هذا الجميل أو موته:
صغيرينِ
أكبُرها
درفةُ البابِ حانيةٌ
والجدارُ الصغيرُ
ارتخى لشُعاعٍ كسولٍ
أصابعُهُ حفرتْ غَيرتـي، إذ تحفُّ بغُرَّتِها
تتطاولُ فوقَ رؤوسِ أصابعَها
ثوبُها المتورِّدُ تجهدُ فـي شدِّهِ
جهةَ الصدرِ، حشوَ المناديلِ، يظهرُ
آهٍ
كم أنتِ فاتنةٌ وشقيّة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال