نحلمُ
ن ح ل م، نحلمُ، ن ح ل م، نحلمُ
في الصبحِ نحملُ أحلامَنا لنجفّفها
وكي لاتطيرَ بعيداً
نثبّتها بمشابكَ
المشكبكُ
محضُ كلام
هكذا يبدأ محمد حبيبي مجموعته (أطفىء فانوسَ قلبي). وهو يذكّرني بعبارة (أحمد) بطل رواية (أحزان الرماد) لوليد إخلاصي في ردّه على احتجاج زينب (نحن نحلمُ أكثر مما نعيش). تبدأ المجموعة بحلم جميل وتنتهي بمنام إرادي لعلّه يأتي بحلمٍ آخر جميل:
حسناً
هاهنا يستوي أن ترتّبَ مشروعَ نصٍّ ونوم
إذن
سوفَ أتركُها الكلمات فقط
لأنام
لائذاً بطعونِ الهواءِ
أُطِلُّ من السطحِ
تبدو البيوتاتُ حاضنةً بؤسَها
كلصوصٍ تشفُّ طفولتهم نائمين
الشوارعُ مغسولةٌ باصفرارِ مصابيحِها
وكزوجينِ يغتصبانِ هدوءاً مباغتْ
نصوصٍ ترتّبُ ميتاتها
أنقّي
هدوءاً أخيرْ.
خلاصة الكلام: هناك خصوصية في عالم الشاعر محمد حبيبي، ولاأدري لماذا هذا المرّة لم أستطع أن أكون حيادياً مع المجموعة، بل كنتُ منحازاً إليها، فقد استطاع الشاعر أن ينمذجَ تجربته ويعمّمها، وأن يجعلني أشاركه التجربة بكل ما استثارته من ذكريات جميلة نتمنى أن تتحقّق، أو تُستعاد.
التسميات
أطفئ فانوس قلبي