الفشل الدراسي والكفايات المنهجية.. رغم المكانة الحاسمة للكفايات في النجاح الدراسي إلا أنه نادرا ما يتم تدريسها في الزمن المدرسي

رغم أهمية المحتويات فهي كافية لحل المشاكل الدراسية فهناك عدة صعوبات ومشاكل تعترض التلاميذ  أثناء تعلمهم و تكون وراء فشلهم الدراسي.

نذكر من بين هذه الصعوبات و المشاكل ما يلي:
تحكم غير كافي للتلميذ في الكفايات المنهجية في مختلف مستوياتها.

ومرد ذلك إلى مجموعة من الصعوبات النوعية حول تعلم هذه الكفايات مما يشكل عائقا أمام تشكل أو بناء المفاهيم العلمية عند جل التلاميذ مما يحتم التفكير في إيجاد الحلول لهذه المشاكل بالنسبة لتدريس العلوم التجريبية.

تكمن الصعوبة الأولى في الطابع الضمني لانتظارات المدرس بالنسبة لإنجازات التلاميذ، فإذا استطاع بعض التلاميذ فك لغز ما ينتظر منهم (دور التلميذ) وبالتالي اكتساب التحكم في الكفاية المستهدفة فإن التلاميذ الآخرين قد لا يتمكنون من التعرف على ما هو مطلوب منهم.

وبالتالي  يفشلون في إنجاز المهام الموكولة إليهم في الوضعية الديداكتيكية المقترحة عليهم فتكون النتيجة عدم التحكم في الكفاية المستهدفة.

ترتبط الصعوبة الثانية بالأولى رغم المكانة الحاسمة للكفايات في النجاح الدراسي إلا أنه نادرا ما يتم تدريسها في الزمن المدرسي بحيث يعتقد المدرسون أن التلاميذ يكتسبون هذه الكفايات المنهجية بشكل عفوي وتترك للتعلمات الشخصية الصرفة.

تتجسد الصعوبة الثالثة في طريقة اكتساب المتعلمين للكفايات بحيث غالبا ما يتم تدريس التلاميذ الكفايات في سياق غير وظيفي، ومن هنا يصبح الهدف من الوضعية الديداكتيكية هو تلقين الكفاية عوض  التحكم فيها وبشكل منفصل على المواد الدراسية الأخرى.

هذه الصعوبات تحيلنا على مفهوم ديداكتيكي مهم سبق أن تناولناه  في الفصل الثاني، ألا وهو مفهوم العقد الديداكتيكي والنتائج السلبية الناجمة عن الإخلال ببعض بنوده.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال