القيم الإنسانية والمثل النبيلة في الشعر الجاهلي.. التسامي والإحساس بالمروءة الكاملة والصبر على الشدائد وتحمل المشاق وحماية الجار

تغنى الشعراء الجاهليون بقيمهم الإنسانية، ومثلهم النبيلة، وصدحوا بها، وهم على صهوات جيادهم، يحملون سيوفهم في ساحات البطولة.
فالفروسية عند هؤلاء الأبطال ضرب من الأخلاق الرفيعة.

وقد حدد نوري القيسي مفهوم الفروسية في العصر الجاهلي بأنها "البطولة في الحرب، والبلاء في المعركة، والعفة عند توزيع الغنائم. وإطعام الضيف، والذود عن المرأة، وتلبية دعوة المستغيث، واستجابة لصرخة المنادي ، إلى غير ذلك مما تستوجبه النخوة، ويتطلبه الشعور الإنساني".

ورأى شوقي ضيف "أن الفروسية الجاهلية بعثت في نفوس أصحابها ضربا من التسامي والإحساس بالمروءة الكاملة، فإذا هم يتغنون بمجموعة من الفضائل، والخصال الحميدة. واقرأ فيهم فتراهم يتحدثون عن كرمهم الفياض، ووفائهم، وحلمهم، وأنفتهم، وعزتهم، وصبرهم على الشدائد، وتحمل المشاق، وحماية الجار".

وهذه القيم الإنسانية، والمثل النبيلة، التي تغنى بها الشعراء الجاهليون تجاوزت نطاق العصر الجاهلي، وظلت محتفظة بحيويتها حتى عصرنا الحاضر، فقد تغنى أولئك الأبطال بهذه القيم، ورتلوها لحنا شعريا خالدا، عبروا في أشعارهم عن الفطرة السوية التي فطر عليها الإنسان العربي في كل زمان ومكان.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال