تدبير الموارد المائية في المغرب.. اعتماد برامج ناجعة للتطهير والتصفية ومحاربة التلوث وانتهاج سياسة نشطة على مستوى تحلية مياه البحر وإعادة استخدام المياه المستعملة

إن الطلب على الماء باعتبار قيمته الحيوية، وباعتبار تركه باتجاه القلة والندرة، يزداد يوما بعد يوم، مما سيجعله عنصرا صعب المنال في المستقبل، يزيد في ذلك ويضاعفه تفاقم ظاهرة الجفاف ليس على الصعيد الوطني وحده بل على صعيد الكوكب الأرضي كافة، بسبب الارتفاع النسبي للحرارة وتزايد الاختلالات المناخية والبيئية في كل مكان. وإن هذا كله ليجعل الماء من أهم المطالب القائمة، وأكثرها استراتيجية، إذ سيبلغ حجم الحاجة إلى هذا العنصر الحيوي سنة 2010 نحو 20  مليار متر مكعب، أي حوالي ضعف الحاجة الراهنة، فضلا عن احتــــياجات القطاع الزراعي المتفاقمة هي الأخرى بسبب توسع المساحات المزروعة المعتمدة على الأنظمة السقوية والتي ستصل خلال السنوات العشر القادمة إلى 31 مليون هكتار.
وانطلاقا منه، فإن الإجراءات الأولى الواجب اتخاذها تتمثل أساسا في الحفاظ على الموارد المائية الحالية وحمايتها من الإتلاف، وذلك باعتماد برامج ناجعة للتطهير والتصفية ومحاربة التلوث، وانتهاج سياسة نشطة على مستوى تحلية مياه البحر وإعادة استخدام المياه المستعملة. وإن الربط على هذا الصعيد بين جودة المياه من جهة والبيئة والصحة من جهة ثانية، هو الذي سيرهن ويحدد الجهود الواجب القيام بها في هذا المضمار والتي سيكون لها بلا ريب انعكاسها الإيجابي على شروط عيش السكان، خصوصا في مجال محاربة الأمراض المائية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال