إن الفاطميين أيّدوا كل ما يوافق مذهب الشيعة من إيثار العلويين وتقديمهم والعمل بأقوال أئمتهم. فألّف يعقوب بن كلس وزير العزيز بالله الفاطمي كتاباً يتضمّن الفقه على ما سمعه من المعز لدين الله وابنه العزيز بالله وبوّبه على أبواب الفقه وهو يشتمل على فقه الطائفة الإسماعيلية. وقد بذلت الدولة الفاطمية جهدها في نشر هذا الفقه بين المسلمين حتى كان الوزير المشار إليه يجلس بنفسه لقراءة هذا الكتاب على الطلبة وبين يديه خواص الناس وعوامهم وسائر الفقهاء والقضاة والأدباء، وجعله مرجع القضاة في الفتوى وأفتى الناس به ودرسوه في الجامع العتيق وعمل الخلفاء على ترغيب الناس في حفظه بالبذل والعطاء فأجرى العزيز بالله على 35 رجلاً من الفقهاء يحضرون مجلس الوزير ويلازمونه أرزاقاً تكفيهم فضلاً عما كان يصلهم من مال العزيز بالله في الصِلات السنوية وأمرهم ببناء دار إلى جانب الجامع الأزهر وكان يخلع عليهم في عيد الفطر ويحملهم على البغال ترغيباً لهم في نشر فقه الشيعة وتعاليمهم وأجلسوا أناساً في قصر الخلافة لقراءة علوم أهل البيت على الناس لأن بانتشار ذلك المذهب تتأيّد تلك الدولة لارتباط السياسة بالدين.
التسميات
تشيع