الشيعة في مصر.. انتعاش الشيعة العلوية بمصر بعد سقوط الدولة العباسية وانتصار آل بويه عليها

على أن ظهور الشيعة في الشرق هوّن على الدولة العبيدية فتح مصر والانتقال إليها وكانت قصبتها قبلاً المهدية بأفريقية وخلفاؤها ينتسبون إلى الحسين بن علي (عليه السلام). والمصريون كانوا يحبون علياً (عليه السلام) من صدر الإسلام وكانوا من حزبه يوم مقتل عثمان ولكن قلما كان لهم شأن في الشيعة العلوية لأن العلويين استنصروا أولاً أهل العراق وفارس كما تقدم فلما قامت الدولة العباسية ولاحقهم المنصور بالقتل والحبس وقتل محمد بن عبد الله الحسني وبعض أهله من بني حسن وفرّ سائر العلويين من وجه الدولة العباسية كان في جملتهم علي بن محمد بن عبد الله فجاء مصر بعض رجال الشيعة بأمر دعوته لكنه ما لبث أن حمل إلى المنصور واختفى.
وكان حال الشيعة العلوية بمصر يتقلّب بين الشدة والرخاء بتقلّب أحوال الخلفاء في بغداد حتى إذا اختلفت أحوال الدولة العباسية في بغداد وتغلّب آل بويه عليها في القرن الرابع للهجرة أخذ حزب الشيعة ينتعش ويتقوّى فلما جاءهم جند المعز لدين الله الفاطمي سنة 356هـ بقيادة جوهر الصقلي كانت الأذهان متأهّبة لقبول تلك الدعوة ففتح جوهر مصر على أهون سبيل وخطب فيها للعلويين وأقام شعارهم وأزال شعار العباسيين وبنى مدينة القاهرة وانتقل إليها مولاه المعز لدين الله وتوالى من دولة الفاطميين بمصر عشرة خلفاء وجملة خلفائهم منذ أنشأوا دولتهم في أفريقيا إلى انقضائها بمصر 14 خليفة حكموا من سنة 297 ـ 567هـ وانتقلت مصر منهم إلى الأكراد الأيوبيين.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال