المتخلفون من الحجاج والمعتمرين ومنافسة العمالة النظامية من المواطنين والمقيمين

أما البعد الآخر فيتمثل في المنافسة الحقيقية للمتخلفين للعمالة النظامية، حيث أن المتخلف غالباً يرضى بمبالغ زهيدة من الأجر للقيام بأي عمل يطلب منه قد لا يرضى العامل المقيم بطريقة نظامية القيام به بأقل من ضعفي الأجر. هذا التنافس غير الشريف يجعل هناك عزوف عن التعامل مع العاملين بصورة نظامية ويجعل منهم عاطلين عن العمل مما يوجد مشكلة أخرى لا تقل خطورة عن المشكلة الأولى.
ولعل مما يزيد المشكلة تعقيداً أن هناك بعض التغاضي من قبل بعض المواطنين عن هذا الجانب في كونهم مستفيدون من ذلك حيث يحصلون على عمالة رخيصة غير أبهين بالمخاطر الأمنية والوطنية المترتبة على ذلك وتزداد هذه المشكلة بعد موسم الحج من كل عام.
وقد نوقشت هذه المشكلة في العديد من التقارير فعلى سبيل المثال أشار التقرير الذي نشرته صحيفة الوطن بتاريخ الجمعة 7 رمضان 1427هـ الموافق 29 سبتمبر 2006م العدد 2191 السنة السادسة إلى أنه من أسباب تستر المواطنين على المخالفين وتوظيفهم لأنهم يرضون بأجور متواضعة وهذا من وجهة نظر المواطنين يوفر عليهم الكثير من المصروفات التي يتكبدونها بسبب الاستقدام النظامي، وفي المقابل لا يدركون خطورة القيام باستخدام هؤلاء فقد يكون منهم المجرم أو المصاب بمرض معد ومنهم من يمارس أعمالاً ليست من تخصصه ودون سابق دراية بها ولكنه يقنع رب العمل بقدرته على ممارستها وهذا قد يؤدي إلى مشكلات أمنية واجتماعية وتعتبر مخالفة يقوم بها المواطنون الغير مخلصين.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال