العمارة الإسلامية والمسجد.. الحضارة الإسلامية هي حضارة روحية مادية متوازية مصدرها إلهي تمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية الطاهرة

برزت العمارة الإسلامية باعتبارها فناً متميزاً له طابعه الذي يعبر عن خصوصيته، وهو يبعث في النفس هدوءاً وسكينة فترتاح العين لرؤيته ويأخذ النفس بعيداً لتسبح في الأجواء الروحية لارتباطه بالعقيدة الإسلامية السمحة.
ويعتبر المسجد محور العمارة الإسلامية وتشهد بذلك معظم المساجد، ومن أروع النماذج قبة الصخرة في بيت المقدس التي ظلت وستظل مصدر إعجاب ورمزاً لروعة الفن المعماري الإسلامي.
مما سبق نجد أن الحضارة الإسلامية هي حضارة روحية مادية متوازية مصدرها إلهي تمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية الطاهرة، وحضارة هذا شأنها كان لا بد وأن تترعرع في كنف المسجد الذي يعتبر مصدر إشعاع علمي ومدرسة أخلاقية تربوية ومكان عبادة.
أدى المسجد دوراً مهماً في حياة المسلمين وهو الذي بعث هذه الأمة وانتشلها من وهدة التخلف والجهل لم يكن للدولة الإسلامية برلمان إلا المسجد فيه تؤدى الصلاة وفيه تدرس العلوم وفي تربى النفوس وتهذب وفيه يقضى بين الناس في حوائجهم وفيه تنظر مظالمهم، وفيه تتم البيعة للخلفاء وحكام المسلمين، وفيه تتخذ كل القرارات الخطيرة، ولهذا فالحضارة الإسلامية هي حضارة المسجد ، ومن هنا نجد أن المسلمين يسارعون في بناء المساجد وإعمارها، يتسابقون في تزيينها والاهتمام بها لارتباطها بحياة المسلم.
في إطار الاهتمام بتلك الأماكن المقدسة لجأت بعض الدول إلى توثيقها وأصدرت المؤلفات التي توضح أعدادها، وتبرز الفن الرائع لزخارفها، ذلك لأن المسجد رمز لحضارة المسلم القائمة على المعتقد المبنية على التوحيد.
لقد كان الإسلام ثورة على المفاهيم والمعتقدات الفاسدة، حرباً على الهبوط الأخلاقي والاجتماعي تنظيماً للحياة الاقتصادية وتحريراً لها من الاستغلال وتطهيراً من الجشع والطمع، ضبطاً لشهوات ونزوات الأفراد فكان حضارة رفعت من قدر الإنسان وأعلت من شأن القيم الفاضلة، كانت شعاعاً في عصور الظلمة والإقطاع، ونوراً أضاء ظلمات الجهل والضلالة، وأبعدت الغلو ونبذته ونهت عنه ودعت إلى الوسطية كسلوك ومنهج حياة.
انبثق ذلك النور الإلهي في القرن السابع الميلادي فصان الحقوق ونهى عن الظلم وعن أخذ الناس بالشبهات وساوى بين الطبقات وأمر بالعدل في كل تصرف حتى بين الزوج وزوجه والولد وأبيه– فمتى كانت أول وثيقة عالمية لحقوق الإنسان، كانت في ديسمبر سنة 1948م، فمن أسبق حضارة؟
هذه هي حضارتنا ..
{وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال