آثار صيدا.. القلعة البحرية. الصخر حفر ليشكل رصيفاً صغيراً للارساء ولكنه مغمور بالمياه

** القلعة البحرية: تقع القلعة البحرية على جزيرة صغيرة كانت تتصل باليابسة بحاجز من الصخور وتتحكم بمدخل صيدا. فهي إذن في موقع استراتيجي مهم. ويطن أنه كان يقوم على الجزيرة الصغيرة معبد فينيقي مخصص لعبادة الإله ملكرت يدل ذلك العمد القديمة والحجارة الأثرية التي استعملت في بناء القلعة الصليبية والظاهرة الآن من يدق النظر في هذا البناء. ويصل اليوم بالمدينة جسر له قناطر رمم منذ مدة حديثة على العهد الاستقلالي.
** جلب الصليبيون معهم إلى الشرق نظام الحصون أو القصور المحصنة التي كان يسكنها الاقطاعيون في أوروبا في العصور الوسطى للتحصين ضد العدو خارجي أو غاز مفاجئ. 
يقوم القصر Le Chateau Fort على ربوة عالية أو مكان حصين يحيط به خندق أو هوة عميقة تملأ بالماء ولهذا القصر باب رئيسي يجتاز هذا الخندق أبراج مستديرة أو الهوة بواسطة جسر متحرك Pont-Levis ويحيط بالقصر سور ضخم يتخلله أبراج مستديرة لها فجوات صغيرة رمي النبال. وراء هذا السور في وسط القلعة يقوم القصر Le Donjon وهو بناء متين سميك الجدران ضخم الحجارة معد لسكن صاحب القصر أو الحاكم مع حرسه وجنوده وسائر الرعية في حال الخطر وفيه توضع المؤن والذخائر وتخزن المياه للحصار الطويل. وفي أعلى القصر يوجد مكان للمراقبة.
 ولزيادة التحصين كان الإقطاعيون يلجأون إلى عدة أسوار خارجية الواحد تلو الآخر حتى إذا استولى العدو على السور الأول يبـى أمامه السور الثاني وللثالث لوصول إلى القصر قلب القلعة ومركزها الرئيسي.
** القلعة: بنيت قلعة صيدا البحرية في شتاء سنة 1227-1228 بناها الصليبيون الآتون من أوروبا وتمركزوا فيها بانتظار مجيء الامبراطور فريدريك الثاني قائد الحملة الصليبية السادسة. 
يقودنا الجسر إلى بوابة كبيرة ذات بابين الواحد خلف الآخر الأول منهما كان جسراً متحركاً ومن على جانبي البوابة يقوم سور ضخم له فجولت صغيرة لم يبق منه إلا القليل ونرى على طرف هذا السور الشرقي قاعدة برج ضخم مستدير استعمل في بنائه أعمدة من الغرانيت. باجتيازنا البوابة الرئيسية نجد سوراً ثانياً هو السور الداخلي للقلعة. وله عدة بوابات بعضها باق والبعض الآخر مهدم.
وراء السور الداخلي نجد مساحة واسعة كانت قاعات كبيرة معدة لللجتماع ولشؤون أخرى وهذه الساحة مكشوفة اليوم للبحر من جهة الشمال لأن السور الشمالي للقلعة مهدم لم بيق منه شيئاً. والجدير بالذكر أن هذه القلعة محصنة من جهة اليابسة أي من الجهة الجنوبية المواجهة للمدينة وللشاطئ أكثر من باقي الجهات باعتبار أن البحر بحد ذاته يشكل حاجزاً أو مانعاً بالنسبة لمن يريد الاستيلاء عليها.
 القسم الشرقي من القلعة كان مركزها الرئيسي وهو عبارة عن برج كبير له عدة بوابات من الجهة الجنوبية لا تزال بقاياها ظاهرة وبوابة واحدة من جهة الشرق لا تزال قائكة. ويبلغ طول هذا البرج 27 وعرضه 21 متراً بناؤه ضخم سميك الجدران كالسور الخارجي استعمل في بنائه أعمدة من الغرانيت يظهر أنها كانت موجودة قبلاً على الجزية الصغيرة من بقايا المعبد الفينيقي القديم. 
ومن قلب القلعة نصعد على سطح البرج بواسطة درج حجري حيث نجد جامعاً صغيراً يرجع إلى العهد المملوكي. وهذا البرج كان أعلى مما هو عليه اليوم القسم العلوي منه مهدم لم يحفظه الزمن وقد كشف الهدم عن خزانين للمياه يستطيع الزائر أن يطل عليها من سطح البناء.
 بعد هذا ننتقل إلى القسم الغربي من القلعة وهو عبارة عن برج نصف دائري لا يزال قائماً ما عدا بعض أقسامه العليا. ونجد في هذا البرج عدة غرف وقاعة كبير في وسطه وفيه درج حلزوني يدي إلى سطحه. وإن قسمي القلعة أو برجيها الشرقي أو الغربي كان نتصلين ببعضهما بسور أو حائط كبير لا نرى منه اليوم إلا قسماً بسيطاً مرمماً. وأخيراً نرى القلعة من الناحية الجنوبية الغربية الصخر حفر ليشكل رصيفاً صغيراً للارساء ولكنه مغمور بالمياه.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال