يبدو أن أكثر الضرورات، في مقاومة أو معارضة السلطات التقليدية (الأحزاب، النقابات، الصحافة الحرة....) أصبحت قليلة الفاعلية، أو التأثير، بشكل لم يسبق لـه مثيل. ويتساءل المواطنون، ما هي المبادهات الجريئة التي تعيد الأوضاع إلى حالها، مع بداية القرن الحادي والعشرين، في مجال العقد الاجتماعي، ضد العقد الخاص. ويتذكر هؤلاء المواطنون، أن عشرة أيام تكفي لـ " أن تهزم العالم" كما حدث في تشرين الأول من عام (1917)، أيام الثورة البلشفية. وبأن المدحلة الضاغطة للرأسمالية قد توقفت للمرة الأولى، وبشكل دائم.
لقد أُنْعِشَت انطلاقة الرأسمالية، بواسطة أعمال المنظرين الكبار في الاقتصاد الرأسمالي، أمثال: "آدم سميث، ودافيد ريكاردو"، وكذلك، نتيجة الإنجازات التكنولوجية الحاسمة: "ا لآلة البخارية، السكك الحديدية..."، وبواسطة انقلابات جيوسياسية هامة :"تعزيز الإمبراطورية البريطانية، توحيد ألمانيا، بروز الولايات المتحدة كقوة عملاقة..." ونتج عن هذا الترافق كله، الثورة الرأسمالية الأولى. وشجعت على توسع اقتصادي هام: لكن هذا التوسع سحق الطبقة العمالية في الوقت نفسه، حتى أولئك الذين حققوا الثروة وتراكمها، عن طريق عملهم في المعامل الجديدة، كما يشهد على ذلك ما كتبه تشارلز دكنز (CHARLES DICKENS). وإميل زولا (EMILEN ZOLA) وجاك لندن (JAEK LONDON)، من روايات عنيفة.
فكيف يمكن الاستفادة، أو استغلال، هذه الثروات الضخمة، جماعياً، والتي نتجت عن طريق التصنيع، كل ذلك مع تجنب أن يبقى هؤلاء المواطنون المسحوقون اجتماعياً، في أوضاع تتردى باستمرار؟ وسيرد كارل ماركس على هذا التساؤل في مؤلفه الرئيس " رأس المال"، عام (1867). وقد وجب الانتظار خمسين عاماً، من أجل مجيء استراتيجي سياسي نابغة، هو لينين، على رأس البولشفيك، فيقوم بالإعداد للثورة، وتنفيذها والاستيلاء على السلطة في روسيا، على أمل مسيحي بتحرير "البروليتاريا في جميع البلدان".
التسميات
عولمة