سلاطين الدولة العثمانية: نظرة عامة
حكم الدولة العثمانية (أو السلطنة العثمانية) 36 سلطاناً من سلالة آل عثمان، بدءاً من مؤسسها عثمان الأول (عثمان بن أرطغرل) وصولاً إلى محمد السادس (وحيد الدين)، تلاهم عبد المجيد الثاني بصفته آخر خليفة إسلامي من آل عثمان بعد إلغاء السلطنة.
تميزت فترة حكمهم بثلاث مراحل رئيسية:
- عصر الصعود والتوسع (1299–1566م): بدأ بتأسيس عثمان الأول وبلغ ذروته في عهد سليمان القانوني.
 - عصر التحول والركود (1566–1826م): بدأ بعد سليمان، وشهد ضعفاً في السلطة المركزية، وتراجعاً عسكرياً، وبداية الإصلاحات.
 - عصر الانحدار والتفكك (1826–1922م): تميز بمحاولات الإصلاح المتأخرة، وتصاعد التدخل الأجنبي، وخسارة الأراضي، إلى أن انتهت الدولة بإلغاء السلطنة.
 
أبرز السلاطين وإنجازاتهم التاريخية:
تنقسم سيرة سلاطين الدولة العثمانية إلى مراحل تاريخية محددة، لكل منها أبرز السلاطين وإنجازاتهم الرئيسية:
1. سلاطين التأسيس والفتوحات الكبرى:
هذه المرحلة هي فترة بناء الدولة العثمانية وتوسيعها الجغرافي، وشهدت تحولها من إمارة صغيرة إلى إمبراطورية كبرى:
- عثمان الأول (المؤسس) (1299–1326م): هو مؤسس الدولة العثمانية في الأناضول بعد إعلانه الاستقلال عن سلاجقة الروم.
 - أورخان غازي (1326–1362م): قام بفتح بورصة (التي أصبحت أول عاصمة)، ونظم الجيش الانكشاري، ووسع رقعة الدولة في الأناضول والبلقان.
 - مراد الأول (خداوندكار) (1362–1389م): نقل العاصمة إلى أدرنة، وفتح أجزاء واسعة من البلقان، واستشهد في معركة كوسوفو الأولى.
 - محمد الأول (جلبي) (1413–1421م): لُقب بـممهد الدولة، حيث أعاد توحيد البلاد بعد فترة الإنقطاع (1402–1413م) التي أعقبت هزيمة بايزيد الأول أمام تيمورلنك.
 - محمد الثاني (الفاتح) (1444–1446م، 1451–1481م): يُعد من أعظم السلاطين، حيث فتح القسطنطينية عام 1453م ونقل العاصمة إليها (إسطنبول)، منهياً بذلك الإمبراطورية البيزنطية، وأرسى أسس الدولة كقوة عظمى.
 
2. سلاطين القوة والذروة (عصر القوة العظمى):
شكلت هذه الفترة العصر الذهبي للدولة العثمانية من حيث القوة العسكرية، والاتساع الجغرافي، والاستقرار الإداري:
- سليم الأول (القاطع/العبوس) (1512–1520م): وسع الدولة شرقاً وجنوباً بشكل كبير، وهزم الصفويين في جالديران (1514م)، وضم مصر وبلاد الشام والحجاز، وأصبح أول خليفة عثماني بعد انتقال الخلافة إليه.
 - سليمان الأول (القانوني/العظيم) (1520–1566م): مثّل عهده عصر الذروة للدولة العثمانية؛ حيث وصلت إلى أقصى اتساع لها. فتح بلغراد ورودس، وانتصر في معركة موهاكس (1526م)، ونظم القوانين (مما أكسبه لقب القانوني)، وشهد عهده ازدهاراً معمارياً وفنياً.
 
3. سلاطين الإصلاح والتحديات (عصر الانحدار والتنظيمات):
تميزت هذه المرحلة بمواجهة تحديات داخلية وخارجية، ومحاولات متأخرة لإصلاح هياكل الدولة المتداعية:
- أحمد الثالث (1703–1730م): حكم في عصر "الخزامى"، وهي فترة سلام وازدهار ثقافي وفني، لكنها كشفت عن ضعف عسكري كامن.
 - سليم الثالث (1789–1807م): بدأ سلسلة من الإصلاحات العسكرية والإدارية على النمط الغربي (النظام الجديد)، لكنها واجهت مقاومة عنيفة، خاصة من الانكشارية.
 - محمود الثاني (1808–1839م): يُعرف بأنه قام بـإلغاء الانكشارية عام 1826م ("الواقعة الخيرية")، وأعاد تنظيم الجيش والدولة على أسس عصرية، وبدأ في تطبيق إصلاحات التنظيمات (التنظيمات الخيرية).
 - عبد الحميد الثاني (1876–1909م): يُعتبر آخر السلاطين الأقوياء؛ حاول الحفاظ على وحدة الدولة عبر حكم استبدادي بعد تعليق الدستور (القانون الأساسي)، ولكن تم خلعه إثر ثورة تركيا الفتاة.
 
نهاية السلطنة العثمانية:
انتهت سلسلة السلاطين فعلياً بـمحمد السادس الذي حكم حتى عام 1922م عندما تم إلغاء السلطنة وإعلان الجمهورية التركية. بقي عبد المجيد الثاني خليفة للمسلمين فقط حتى إلغاء الخلافة نهائياً عام 1924م.