شكلت الأزمة العامة في تاريخ الإنتاج بين زيادة السكان والحاجات وقلة الموارد الملائمة لسد هذه الحاجات، شكلت مضمون أزمة التطور البشري، وشكلت في جانب منها أساساً لتغير طبيعة ونسق حياة المجتمعات المختلفة من البداوة إلى الحضارة.
ولكن هذا التغيير لم يمنع حدوث ذات الأزمة في الدول التي شيدها مشروع الإنسان، بل بصورة أشد في بعض الأحيان، حيث توالت مع الدول الحضرية أحوال التملك والتنازع والحروب والإستعباد والإقطاع المغطاة بشعارات دينية.
وبهذا النسق التناحري وشعاراته تشكل الطابع العام للحياة المجتمعات وتبلورت العلاقات الدولية في العالم القديم مأزوما بتفاقم الصراع الأوربي الحضري اللاتيني والبدوي الجرماني، وضده تبلورالآسيويين والأفارقة في جبهة جديدة إسلامية للسيطرة والتجارة والضرائب، ألهاها التكاثر، وتعددت دولها وجباياتها ونزاعاتها الداخلية وغزواتها، وقد أدى هذا (النظام) الدولي إلى ضيق الحال على دول ومجتمعات الأفارقة والآسيويين (ثورات مصر والعراق على الحكم العربي) ثم ضيقه على الأوربيين وتناحرهم، ولم يعد للناس، بزيادة حاجاتهم والتطور الوئيد لأدوات النظر والملاحة، والعجز الفكري عن تغيير بنية المجتمع، سوى الخروج من العالم القديم.
ولم يكن أمام كثير من سكان هذا العالم سوى إنتظار من يقودهم إلى عالم جديد، وكذا لم يك أمام سكان أمريكا بشقيها، بحكم الظروف العامة والثقافية لنواقص مجتمعاتهم ومظالمها سوى إنتظار من يخلصهم ويمسح آلآمهم.
التسميات
أمريكا الجنوبية