طبيعة الحياة في العالم القديم.. الانفصال القائم بين عالم الأرض وعالم السماء وظواهرهما الطبيعية والفصل النسبي والمفاضلة بين العالم الأعلى والعالم الأسفل

شكلت الدول الإستعبادية القائمة في بلاد السودان والموور وبلاد الصين علامات سياسية مهمة عن الحياة البشرية في ما سمى بإسم "العالم (القديم)"، إذ كان وجود ونشاط تلك الدول في العالم القديم يفيد بحال تطور وحضارة البشر في عملية راقية منظومة متكاملة للعيش، كان أساسها تحديد الموارد وتحديد الجهود وفرز الثمرات.
كما إشار وجود تلك الدول وبنيانها في الأذهان إشارة واضحة إلى إنذرار وهباء الحياة البدوية في الغابات والصحارى الرملية والصحارى الثلجية، وإلى فناء هذا الحال البدوي أو هذه الحالة البدوية لعيش الناس. وقد كانت هذه الدول والمجتمعات المواشجة لها تماثل في هيئتها ومضمونها الدول والمجتمعات القائمة في أمريكا الجنوبية.  ولكن وبشكل ثقافي عام يمكن القول بإن الحياة في العالم القديم كانت -ولم تزل- مواشجة لبعض الأوضاع الطبيعية والتصورات الذهنية عنها مثل:
1- الانفصال القائم بين عالم الأرض وعالم السماء وظواهرهما الطبيعية.
2- تباين الطبيعة الجغرافية للأرض ورد الناس هذا التباين إلى أسباب غيبية.
3- الفصل النسبي والمفاضلة بين العالم الأعلى والعالم الأسفل، الذهن والجسم، والثمرة والغصن، والفكر والعمل.
4- بروز فكرة الكائن العلوي  والحياة العلوية والأشخاص(ملوك أو أنبياء) والأسر والشعوب والأمم المقدسة.
5- إنتشار توقير الشمس Sion أو Zion كمركز\مصدر للحياة ومحوراً للتفكير والتعلم والجهـر بعناصر الحياة.
6- إختلاف الليل والنهار وإزدواج الفهوم، وإزدواج القصص والتفاسير والنشاط الذهني والمادي الموصول بها، وتبلور رؤى منها تشمل نقط في الفن والعلم والعدل ومقدمات فكرة الدين [= الطريق] السماوي لإسعاد الإنسان.  
7- تبلور فهم عن قيام الإدارة والإرادة العليا بإرسال شخص أو شعب يقيم العدل في الأرض أو في اجزاء منها.
8- سيادة الملكية قيمة رأس في الحياة القديمة، وذل مفهومات التقاسم والإشتراك صنو العالم البدوي. إلا عند الضرورة.
9- تواشج عمليات السيطرة والكشوف والحروب والإستعباد وقهر النساء وفرض الضرائب وإتصالها بفهم قدسي لعملية التملك، محوره تحقيق رسالة العدل الإلهيـة!
10- إنتشار الإعتقاد بقدسية المٌُلك وإسهامه في التخليص والعدل الإلهي في الحضارات القديمة الإستعبادية والإقطاعية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال