على الصعيد الوطني هناك بعض المجهودات، خاصة أن المغرب من بين دول جنوب البحر الأبيض المتوسط، التي قطعت خطوات هامة لتجاوز بعض الإشكالات الرقمية والعمل بالمنظومة الرقمية في قطاعات متعددة ومنها التلفزيون. لكن هذه الخطوات محدودة وجزئية وليست ذات طبيعة اجتماعية شاملة، ففي التلفزيون تحقق مجهودات الدولة إمكانية الولوج للفضاء التلفزيوني الرقمي، لكن الاستطاعة إليه من لدن كافة الشرائح الاجتماعية يبقى مشكلا مطروحا. كما أن الموضوع له وجه آخر يتعلق بالقدرة على تحقيق انتشار واسع للتكنولوجيا الرقمية. أعطي مثالا على ذلك، فبرنامج »نافذة« لتسهيل ولوج رجال التعليم إلى شراء الحواسيب والاشتراك في الشبكة العنكبوتية، رغم أنه مشروع متقدم لتحفيز رجال التعليم على الانخراط على أوسع نطاق في تملك بعض أصناف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فإن هذا المشروع يبقى محدودا ويخص فقط رجال التعليم المنخرطين في مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية. فما الذي يمنع من تعميم هذا المشروع على جميع شرائح المجتمع في الحواضر والبوادي لتطويق عائق استطاعة المادية؟ وإذا أردنا فعلا أن نفكر في توسيع نسبة الولوج للتلفزة الرقمية، علينا وضع كلفة رمزية لجهاز الاستقبال وتيسير وصول أوسع فئات المواطنين إلى الشبكة العنكبوتية. فعلى غرار برامج السكن الاجتماعي، ألا يمكن أن نطلق برنامجا خاصا بالشبكة العنكبوتية الاجتماعية لكافة المواطنين ليشاهدوا البث الرقمي المباشر على شبكة الإنترنت؟
التسميات
تواصل