التحولات المتوقعة للتربية.. الانتقال من مفهوم العملية التربوية إلى الإستراتيجية التربوية لاستيعاب خبرات الماضي وخصائص الحاضر واحتمالات المستقبل

إن التحول الرئيسي هو الانتقال من مفهوم العملية التربوية إلى الإستراتيجية التربوية (مجموعة من الأفكار والمبادئ التي تأخذ في الاعتبار ميادين النشاط التربوي بصورة شاملة متكاملة، وتوجيه أساليب لعمل الدائرة فيها، بقصد إحداث تغييرات من أجل الوصول إلى أهداف محددة، كما أن الإستراتيجية تهتم بالمستقبل واحتمالاته المتعددة،ومن ثم فإنها قابلة للتعديل وفق مقتضياته) فهي تستوعب خبرات الماضي، وخصائص الحاضر واحتمالات المستقبل، على اعتبار إن التربية عمل استقصائي مستمر يستوعب حياة الإنسان من المهد إلى اللحد.
ومن سماتها المهمة مايلي:

1- أن يتجاوز العمل التربوي نطاق المدرسة إلى المجتمع ومؤسساته، في ارتباط تكاملي يجمع الأسرة والمدرسة والنوادي والمؤسسات الثقافية والإعلامية والترفيهية ،لان التفاعل بينها يساهم في بناء الشخصية المتكاملة التي يمكن الاعتماد عليها في المجتمع.

2- أن يكتسب جيل الغد القدرات والكفاءات التي تمكنه من استيعاب تجارب الماضي وما فيها من ايجابيات وسلبيات،والتعامل المباشر مع الحاضر ومشكلاته.

3- أن يأخذ العمل التربوي في اعتباره السمات الأساسية الإنسان وهي كما يلي:

- أنه كائن يتذكر ،والتذكر يشده إلى الماضي، وهو كائن يتأمل والتأمل يربطه بواقعه المعاش،وما ينطوي عليه من حاجات ومشكلات،كما أنه كائن يتخيل،والتخيل يجعله يتطلع إلى المستقبل وما ينطوي عليه من احتمالات ومفآجات.

- أن يتسم العمل التربوي بالتكامل والشمول ،فالتكامل هو استيعاب الإستراتيجية التربوية لجوانب الشخصية الإنسانية المختلفة،أما الشمول فهو استيعاب للماضي والحاضر والمستقبل.

- التربية تمكن الطبيعة البشرية من التغير، وتمكن كل جيل من نقل الحكمة التي اكتسبها، والتجربة التي مر به للجيل الذي يليه،وتحرر الإمكانيات الخلاقة الكامنة والموجودة بدرجات متفاوتة عند كل البشر.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال