تأثير التدخين على الحامل والجنين.. نقص وظيفة الهيموغلوبين عند الحامل وجنينها وعدم قدرته على نقل الأوكسجين الضروري لنمو الجنين

أكدت د. ماجدة ملك أخصائية أمراض النساء والولادة أن الأمهات الحوامل المدخنات غالباً ما يلدن أطفالاً قليلي الوزن، إضافة إلى زيادة نسبة وفيات الأولاد لديهن، حيث إن وجود غاز أول أكسيد الكربون CO كاحد المواد الناتجة عن التدخين يؤدي إلى نقص وظيفة الهيموغلوبين عند الحامل وجنينها، وعدم قدرته على نقل الأوكسجين الضروري لنمو الجنين، بالإضافة إلى حدوث انقباض في أوعية المشيمة بتأثير النيكوتين، كما أن نقص شهية الأم المدخنة يؤدي إلى نقص تناول الطعام الكافي لنمو طفلها، وبالتالي يصاب الجنين بنقص النمو بشكل أكبر.

إضافة لذلك لوحظ أن أطفال الحوامل المدخنات يحدث لديهم تأخر في القراءة والقدرة على الاستيعاب في المراحل الأولى من الدراسة.

وتنصح د. ملك الحوامل المدخنات بالتوقف عن التدخين إذا أردن حملاً صحيحاً معافى.

وفيما يتعلق بأضرار التدخين على المرأة الحامل ذكر د. صفاء العيسى استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة أن الفحوصات الطبية المؤكدة بشأن ضرر التدخين عند الأم الحامل على جنينها أشارت إلى حدوث ما يلي: ارتفاع نسبة احتمال حدوث الإجهاض إلى ضعف نسبة حدوثه لدى أي امرأة حامل، بالإضافة إلى أن تدخين الحوامل يؤدي إلى ضمور المشيمة وتيبسها وتليفها، مما يؤدي إلى نقص في مرور الدم للجنين، ونقص في وزن الطفل الوليد، وصعوبة في تنفسه عند الولادة، وولادة الطفل قبل موعده (خديج) مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

وأضاف د. ميسرة أن الأجنة ـ وهم في أرحام أمهاتهم ـ لا يسلمون من أضرار التدخين حيث ثبت علمياً أن التدخين يؤدي إلىسرعة ضربات قلب الجنين وإجهاده، ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل يؤثر التدخين على وظائف رئة الجنين ونموها، وهذا يظهر أثره في تكرار حدوث الإصابات بالأمراض الصدرية خلال السنوات الأولى. وهناك أبحاث عديدة اجريت لقياس تأثير التدخين على الجهاز المناعي للجنين، حيث ثبت أن تعرض الطفل ـ بعد ولادته ـ للتدخين المباشر يضاعف نسبة إصابته بالالتهابات الرئوية، وضيق التنفس، والكحة المزمنة (السعال) التي من الصعب علاجها بالعقاقير الطبية دون التوقف عن تعريض الطفل للدخان. وإزاء هذه المشكلة ننصح أولياء الأمور بحماية أطفالهم وأنفسهم، وتوفير المناخ الصحي، وذلك بعدم التدخين في المنازل والأماكن المغلقة مثل السيارات والابتعاد عن الأماكن التي قد يكون التدخين فيها مسموحاً. والأفضل الإقلاع عن التدخين، خاصة وأنه أصبح سهلاً بعد توفر العقاير المساعدة والوعي الإعلامي بمضار التدخين صحياً واجتماعياً.