كيف يحدث الإدمان على التدخين؟.. النيكوتين مادة مخدرة قوية وسريعة المفعول يبدأ مفعولها على الجهاز العصبي المركزي

يتساءل بعض الناس عن كيفية حدوث الإدمان لدى المدخنين، وهل ثمة صعوبات تواجه المدخن عند الإقلاع عن التدخين؟ رجعنا في هذا السؤال للدكتور محمد عريقات أخصائي الأمراض الصدرية؛ ليجيب، فقال: إن مادة النيكوتين الموجودة في كافة أنواع التبغ هي المسببة للإدمان، وهي مادة مخدرة قوية وسريعة المفعول، يبدأ مفعولها ـ فور حدوث التدخين ـ على الجهاز العصبي المركزي الذ ي يدب فيه بعض النشاط، وتنتاب الجسم حالة من الارتخاء، وهو ما يفسر نظرة المدخن للتبغ كمهدئ للتوتر والضغط النفسي.
ومع مواصلة التدخين يدمن الجسم مادة النيكوتين، وهو ما يصعب عملية الإقلاع عن التدخين خلال الأيام الأولى، إلا أنه خلال فترة أسبوع إلى ثلاثة أسابيع يبدأ الجسم بالتخلص من حالة إدمان النيكوتين، ويتوقف ذلك على الفترة الزمنية للتدخين، وأهم الأعراض التي قد تنتاب من يقلع عن التدخين: صداع، وعصبية، وشعور بالأرق؛ ولهذا ينصح المقلع بالإكثار من تناول الماء والسوائل، والابتعاد عن شرب القهوة والشاي، كما ينصح بممارسة الرياضة، وشغل الوقت بالعمل والهوايات المفيدة، وتذكر أضرار التدخين والفوائد التي يجنيها المقلع عن التدخين، ولا سيما الآباء والأمهات حماية لأبنائهم.
وأضاف د. عريقات أن من يتوقف عن التدخين يستشعر تحسناً في قدراته الجسمية والذهنية بعد تجاوز مرحلة أعراض انسحاب النيكوتين، وتبدأ علامات التحسن باستعادة حاسة الشم والتذوق، وزيادة الشهية للأكل، مما يترتب عليه زيادة في الوزن.. بالإضافة إلى زيادة في كمية البلغم التي تخرج، وهي ظاهرة صحية تدل على عودة نمو الخلايا المكسنية المغلفة للغشاء المخاطي للقصبات الهوائية، وطرد الإفرازات الرئوية.
وأكد د. عريقات أن التوقف عن التدخين ليس بالأمر المستحيل، وهناك عدة وسائل مساعدة على ذلك، مثل بدائل النيكوتين على شكل لصقات جلدية وعلكة أو بخاخات أنفية لمواجهة أعراض انسحاب النيكوتين، وهناك أيضاً الوخز بالإبر الصينية، لكن الأهم هو قوة إرادة المدخن في الإقلاع عن التدخين، وقناعته بمدى الضرر الذي يلحقه بنفسه وأسرته بسبب تلك العادة السيئة، وليس أدل على إمكانية الإقلاع عن التدخين من التوقف عن التدخين أثناء الصيام بسبب الوازع الديني، وطلب طاعة الخالق ـ عزَّ وجلّ ـ، ولذلك فإن مما يعين المدخن، ويساعده، ويسهل عليه مسألةالإقلاع عن التدخين أن ينوي بتركه للتدخين رضى الله ـ سبحانه وتعالى ـ، واجتناب سخطه، فإذا تركه لله ـ تعالى ـ أعانه الله على آثاره، وثبته، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وهذا أمر محسوس مشاهد لا يختلف فيه اثنان، ثمَّ ليعلم المدخن أن الشيطان والنفس الأمارة بالسوء سيزينان له الرجوع، فعليه أن يتجاهل تلك الرغبات والنداءات الداخلية، وأن يستعيذ بالله منها، ويسأله الثبات، ويصرف ذهنه إلى ما فيه خير له، وليحدث النفس بجمال الانتصار وحلاوة الفوز، والقدرة على اتخاذ القرار المفيد، فمن أبغض الأشياء أن تريد التخلص من شيء تكرهه، ثمَّ تعجز عنه بلا سبب خارجي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال