وصية أم لابنتها ليلة زفافها.. عدم استطلاع ماضي الزوج واحترام عواطفه والوجه العابس يعوق الهضم ويفسده وفساده داع إلى اعتلال الصحة

أوصت أم ابنتها ليلة زفافها قائلة:
لاأريد أن أخدعك يا ابنتي: إن حلاوة الزوجية تنتهي بنهاية الشهر الأول الذي لاتزال فيه الحقائق والأوهام غالبة في تخيلات تلك الصبوة، فإذا تمنيت مزيدا من الحلاوة في حياتك الزوجية فعليك بالنصائح الآتية:
1- اجتهدي أن تنمي فيك السجايا التي حببتك إلى زوجك, وجعلتك عزيزة في عينيه يوم كنت آنسة, ولاتظني أنك -وقد صرت زوجة- يجوز لك أن تغيري مظاهرك السابقة, واذكري دائما أن وظيفة الزوجة لاتبتدىء وتنتهي في مخدعها.
2- لا تسلمي لأحد في دعواه أنه يفهم زوجك أكثر منك، حتى ولا لأمك التي هي أنا, لاتصغي للذين ينتقدون زوجك بحجة النصح له، فإنهم أعدى أعدائك.
3- إذا عرفت خطأ لزوجك أو شعرت بقصور منه فإياك أن تؤنبيه أو تعظيه، لئلا تتعدي على حق هو لأبويه أو لأخيه الأكبر.
4- تيقني أنك لاتقدرين على محاربة الرجل بسلاحه (قوته في لفظه وكفه وعناده) لأنه ثقيل في يدك النضيرة, وإنك لتتعبين من حمله, وسيريك الزمان أن أسلحة المرأة الماضية (الحادة) هي الجمال والاستسلام والحلم واللطف والسكينة والاتكال، والخجل والبكاء, ولعلك تظنينها أسلحة ضعيفة, ولكن أؤكد لك أنها إذا شحذتها الحمية والأمانة كانت ماضية جدا كافية لأن تدمث الطباع الخشنة، وتخفض من غلواء الرجل وتحط من كبريائه حتى يجثو أمامك خاضعا.
5- لاتعظمي المصائب في بيتك، ولاتستسلمي للحزن والأسى بعد وقوع النازلة، يكفي زوجك جهاده خارج المنزل، فعليك أن تخلقي التعزية والسرور داخل البيت، فبشي له على أي حال, واستقبليه بكل ابتسامة تنبيء عن متسع الأمل, وتحيي الرجاء في النفس وتوقظ الحمية في أعماق القلب.
5- تحاشي أن تستطلعي أسرار ماضي زوجك فقد انقضى وفي وقوفك عليه مـاينغص عيشك، ويجعل هناءك شقاء، ولاتنسي أن زوجك إنسان لاملاك، ارفقي بجيب زوجك، فلاتستنفدي نقوده لاقتناء الحلي والحلل، وعليك أن تكتفي بما تمس الحاجة إليه من ذلك, أما مازاد عنه فيعد إسرافا لامسوغ له، والكساء البسيط بهندام حسن يدل على سلامة ذوق المرأة ونبلها.
6-احترمي عواطف بعلك، وتسلمي موضع حاجاته، وبادري إلى قضائها قبل أن يطالبك بها, حببي إلى نفسك حرفته فإذا كان من أهل الأدب فرتبي أوراقه ومكتبه، ونظفي أقلامه وأدواته، وإن كان طبيبا فافعلي مايرضيه من ذلك، وتولي هذا العمل بنفسك، لأن الخدم لم يكلفوا حب سيدهم.
7-اعتني باختيار صديقاتك فبالنظر إليهن يحكم العالم على مكانتك، ولاتطلعي صديقة لك عن كل شيء من دخائل منزلك, مهما بلغت منزلتها عندك، ولاسيما مايتعلق منها بعيب أو نكبة.
8-حينما تجلسين إلى المائدة اجتهدي أن تكوني في أوضح مظاهر البهجة والسرور، لأن الوجه العابس يعوق الهضم ويفسده، وفساده داع إلى اعتلال الصحة.
9-كوني للزوجات نموذجا صالحا: فأحبي، وشجعي، وعزي، واحتملي وسامحي واحترمي.. تري نفسك في السبيل الذي يفضي بالزوجة إلى السعادة والهناءة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال