تدريس اللغات.. معالجة علمية وبيداغوجية مدمجة وعقلانية للغة وتنسيق الأفعال اللغوية

يعرف حاليا التسيير المدرسي للغات في المنظومة التربوية الجزائرية إعادة انتشار هامّ بفضل تطبيق الإصلاحات. غير أنّ المسعى في إعداد المناهج والبرامج ينبغي أن يعتمد على نظرة نسقية شـاملة للاختيارات المعتمدة، والأهداف المسطّرة، ومنهجيات التعليم والتعلّم المطبّقة في إطار هذا التنظيم اللغوي.
يرتكز تعليم اللغات في المنظومة التربوية على ثلاثة مبادئ هامّة، هي: التحكّم في اللغة العربية، ترقية اللغة الأمازيغية، تعلّم اللغات الأجنبية.
ويجب أن يكون الهدف الأسمى للتحويل البيـداغوجي هو تحسين تعليم اللغة العربية قصد إعـطائها دورهـا البيداغوجي والاجتماعي الثقافي الكامل لسدّ حاجات تعليم ذي نوعية، قادر على التعبير عن عالمنا الجزائري، العربي، الإفريقي، المتوسّطي، والعالمي، ثم امتصاص النجاحات العلمية والتكنولوجية والفنّية عبر العالم ونقلها. وستمكّن الممارسة الرشيدة للغة العربية من التكفّل بمحتويات اللغات الأخرى من خلال التحويل المعرفي الذي يساعد على التنمية الشاملة للتعلّم، ويساهم بذلك في تعزيز الشعور بالانتماء إلى أمّة واحدة.  
أما اللغة الأمازيغية، فإنّ الغرض هو إدراجها في المنظومة التعليمية وتعميمها تدريجيا، ودعمها بتوفير الوسائل التعليمية والبيداغوجية، وكذا وسائل البحث التي تمكّن من إيجاد حلّ للمشاكل التي تطرحها كتابتها، والتوصّل إلى نمط موحّد لها.
وأمّا تعليم اللغات الأجنبية، فإنّه لا يشذّ عمّا يجري في العالم، إذ أصبح انتشار هذا التعليم سريعا بفضل الابتكارات العلمية والتقنية الجديدة، والعولمة وتطوّر تكنولوجيا الإعلام والاتّصال.
يكتسب التلميذ على مدى مساره الدراسي الابتدائي والثانوي عددا من الكفاءات المتعلّقة باللغة(بمعنى langage )، والتي تمكّنه تدريجيا من الاستقلالية في العمل الفكري، والانتقال من الاستعمال المدرسي للغة إلى الاستعمال الشخصيّ، ويأخذ بذلك مسؤوليات أكثر في مساره التعلّمي. ومهما كان النشاط أو المادّة، فإنّ الكفاءات اللغوية (بل
اللسانية) ينبغي أن تستخدم باستمرار، وأن تُقيّم قبل كلّ شيء في كلّ التعلّمات، وأن نولي لها عناية خاصّة في إعداد كلّ حصيلة بيداغوجية دورية.  
وعلى إصلاح المنظومة التربوية أن يخصّ اللغة (لغة الأم أو اللغات الأجنبية) بمعالجة علمية وبيداغوجية مدمجة وعقلانية، وتنسيق الأفعال اللغوية التي تأخذ في الحسبان مصلحة التلميذ الجزائري ومكانة الجزائر الإقليمية وفي المحافل الدولية. 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال