تدريس الفلسفة في التعليم الثانوي.. قراءة نصوص فلسفية وتحرير تعليق أو مقال فلسفي ومعالجة نصّ فلسفي لفهم أفكار وآراء الغير ومناقشتها

من واجب المنظومة التربوية أن تعيد لتعليم الفلسفة في التعليم الثانوي العام والتكنولوجي مكانته، وتعطيه التناسق الذي ينبغي أن تكون عليه. ومن الضروري تحديد الأهداف المسندة إليه وشرحها، وتوجيه مضامينه المتنوعة نحو تعلّم التفكير والنقد، والابتعاد عن تقديم معلومات مجرّدة يرهق التلاميذ أنفسهم في حفظها واسترجاعها يوم الامتحان.
ولا ينبغي أن تُعلّم التيارات الفلسفية (القديمة منها والحديثة) على شكل معارف مخزّنة، بل ينبغي أن تقدّم بطريقة تمكّن التلاميذ من فهم هذه التيارات في التسلسل التاريخي للفكر الإنساني بحثا عن الحقيقة، سالكين في ذلك طرقا عقلانية، ومجابهة نسبية الآراء والتصوّرات الفلسفية حول مسائل الإنسان والعالم.
وفيما يتعلّق بتحديد المضامين، فإنّ الأولوية تعطى للموضوعات الفلسفية التي تمكّن التلاميذ من اتّخاذ مواقف نقدية تجاه الأفكار الجاهزة والحقائق المطلقة. ولتدريب التلاميذ على التفكير، فإنّه من الحكمة أن نعلّم الإبستيمولوجيا، وفلسفة العلوم، والمسار التاريخي الذي شهد تفتّق إنجازات الفكر البشري الكبرى، وهذا ما يمكّنهم من اختراق سرّ الخطاب الفلسفي.
ويجب أن يعتمد تعليم الفلسفة على السؤال، والبحث الفردي عن الحقيقة، والقدرة على فهم أفكار وآراء الغير ومناقشتها. ولا يمكن بلوغ هذا الهدف إلاّ إذا أعددنا التلميذ لقراءة نصوص فلسفية، وتحرير تعليق أو مقال فلسفي، ومعالجة نصّ فلسفي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال