المنهج الضمني
Technical Curriculum
وهو ذلك المنهج الذي يتأثر ضمنياً باتجاهات المعلم وقيمه وتقبله للمهنة ومستواه العلمي والاكاديمي وخبراته السابقة، وغير ذلك من العوامل التي تنتج عنها تباينات عديدة بين المعلمين وبالتالي، فإن النواتج أ, المخرجات في العلمية التعليمية ربما تعدد بتعدد اعداد المعملين القائمين على التنفيذ للمناهج.
المنهج الضمني هو كل الخبرات والاتجاهات والقيم التي يكتسبها الطالب خارج إطار المنهج المعلن ولكن داخلال بيئة المدرسية.
فمثلاً يتعلم الطالب قيمة الأمانة من خلال الموضوعات التي يدرسهافي مقررات القراءة والنصوص والحديث وما إلى ذلك ولكن ماذا يمكن أن يحدث عندما يرىبعض الطلاب لا يطبقون هذا المفهوم ولا يتعرضون للعقاب؟.
وكم يتعلم الطالب من سلوكيات أثناء الفسح بين الحصص وخلال الأنشطة اللاصفية التي تنفذها المدرسة إذا لميكن هناك توجيه وإشراف من المدرسة لتحقيق الأهداف المرسومة مسبقاً ضمن المنهج الدراسي بمفهومه الشامل؟.
ومع أن مصطلح المنهج الضمني عادة يستعمل ليحمل دلالة سلبية لكن من وجهة نظر من يسعى نحو النمو الإنساني الأمثل يمكن أن يكون ذلك النوع من التعلم مرغوباً أو غير مرغوب فيه.
والمتأمل لمعظم الأطروحات التربوية التي تناولت المنهج الخفي يجد أنها تؤكد على أنه مصدر كل الشرور وأنه يشكل خطراً جسيماً على التربية المدرسية المنظمة و التلاميذ و مجتمعهم بحد سواء.
ونحن نسلم بأن المنهج الخفي يفرز خبرات ضمنية سلبية ولكن هذا التوجه يغفل أن للمنهج الخفي دور بارز ومهم وجوهري في تعزيز المنظومة القيمية المجتمعية كالانتماء والوطنية والتعاون وغيرها من القيم النبيلة.
كما أنه يؤدي دوراً بارزاً في إكساب الطلاب مجموعة من المهارات والاتجاهات الإيجابية التي تمكنهم من التفاعل الاجتماعي ويكون لها مردود إيجابي على صحتهم النفسية.
كما أن معظم من يتناول المنهج الخفي يحمل المعلمين وزر النواتج التعليمية السلبية غير المقصودة والحقيقة أن هذه النواتج هي محصلة لمجموعة من المصادر ويعد المعلم واحداً منها وعلى سبيل المثال يعتبر الكتاب المدرسي أحد مكونات المنهج الرسمي فهو يشكل المحتوى الدراسي إلا أنه يعد من أهم مصادر أو مكونات المنهج الخفي فما يحويه من رسائل أو رسوم أو أشكال تنعكس سلباً أو إيجاباً على خبرات أبنائنا الطلاب.
ومثال ذلك ما يرد في طياته من عبارات تسيء لللآخر ولدينه ومعتقداته، والتركيز في المواد الدينية على العبادات على حساب المعاملات فينعكس ذلك سلباً على خلفيات الطلاب وتوجهاتهم المستقبلية.
وقد تظهر المناهج الخفية من رسالات مستترة في محتوى و عرض بعض الكتب المدرسية متمثلة في أسماء و أفعال و أمثلة و مواقف مغلفة يريد مرسلوها أن ينظر التلاميذ إلى مجتمعهم نظرة توافق نظرتهم لا كما يرغب المجتمع متمثلاً في أهدافه الإيجابية المستمدة من سياسات الدولة و دستورها.
وجدير بالذكر أن مجال تأثير المنهج الرسمي في المتعلم أضيق دائرة، بينما تأثير المنهج الخفي في المتعلم أوسع دائرة منهجية، و من هنا ينبغي على المدرسة أن تأخذ هذه النتيجة بعين الاعتبار فتبنى لنفسها منظومة من القيم الإيجابية، تعمل على إكسابها لطلابها من خلال توظيف المنهج الخفي وتنبيه المعلمين على أن أقوالهم وسلوكاتهم وأفكارهم تفرز مجموعة من الخبرات الخفية التي قد تحمل الشر وقد تحمل الخير .
التسميات
مفاهيم تربوية