المنهج
Curriculum
مجموعة متنوعة من الخبرات التي يتم تشكيلها والتي يتم إتاحة الفرص للمتعلم المرور بها وهذا يتضمن عمليات التدريس التي تظهر نتائجها فيما يتعلمه التلاميذ وقد يكون هذا من خلال المدرسة ومؤسسات اجتماعية آخرى تحمل مسؤولية التربية ويشترط في هذه الخبرات أن تكون منطقية وقابلة للتطبيق والتأثير.
«المنهج» كمصطلح فلسفي على وجه الخصوص يعني: وسيلة المعرفة، طريقة الخروج بالنتائج الفعلية من الموضوع المطروح للدراسة، والطريقة المتبعة في دراسةِ موضوعٍ ما للتوصل إلى قانون أو نتائج أو محصلة عامة.
والمنهج في الفلسفة هو أيضًا فن ترتيب الأفكار ترتيبًا دقيقًا، بحيث تؤدي إلى الكشف عن حقيقةٍ مجهولة أو البرهنة على صحة حقيقة معلومة.١٨ هكذا نجد التعريف الفلسفي لمصطلح المنهج، لا يخرج عن التعريف المعمول به في شتَّى العلوم، أَوَليست تُنعَت الفلسفة بأنها أم العلوم.
والواقع أن سبل الفلسفة خيرُ السبل لتحديد المفاهيم والمصطلحات، هذا من حيث إن وظيفة الفلسفة أصلًا هي توضيح وتقنين المفاهيم، حتى قيل إن الفلسفة ليست «حب الحكمة»١٩ بقدر ما هي «صداقة المفاهيم».
وهذا تعبيرٌ أثيرٌ في الفلسفة الفرنسية الراهنة على وجه الخصوص. وفي عصرنا الثائر المضطرب، الملبَّد بالغيوم والضباب الكثيف، لم تَعُد الفلسفة تستطيع مواصلة الزعم بأنها حب الحكمة، أين هي الحكمة التي يتجلى حسنها وبهاؤها وضياؤها؟ لنتبتل في محرابها ونتصبب بوجدها، ونحن نحيا في عصر التعددية والنسبوية وانهيار المطلقيات.
انهارَ مُطلَق نيوتن والمطلق في المعرفة إجمالًا، والمطلق في الفن وفي الأخلاق وفي السياسة... وفي أعقاب انهيار المطلق انهارت يقينيات عديدة. إننا في عصر اللايقين واللاحتمي واللاتعين والاحتمالية والشواش... في مثل هذه الأجواء حريٌّ بالفلسفة أن تكتفي بصداقة المفاهيم.
إن الفلسفة كمبحث نظامي ومَنْشَط دراسي محدَّد وتخصص أكاديمي، إنما ينصب موضوعها ومجالها على المفاهيم تاركة الوقائع للعلوم التجريبية؛ فلئن كانت الفلسفة بشكلٍ عام تعبيرًا عن مجمل قصة الفكر البشري، في سعيه الدءوب المتواصل نحو المعرفة، وكانت الفلسفة هي الانعكاس المجرَّد الواعي لسيرورة وصيرورة الحضارة الإنسانية، فإن «المفاهيم» هي لَبِنَات هذه القصة ومرتكزات هذا الانعكاس المجرَّد ووحداته الأولية.
وقد بات مفهوم المنهج على العموم، ومفهوم المنهج العلمي على أخص الخصوص، في صدارة هذه المفاهيم أو اللبنات، منذ القرن التاسع عشر ومطالع القرن العشرين، وذلك حين أنجبت أم العلوم/الفلسفة مؤخرًا، أو في مرحلةٍ حديثة نسبيًّا من تاريخها الطويل، واحدًا من أعز بَنيها، المعبِّر عن روح التقدم المعرفي التي نحياها الآن؛ أي «فلسفة العلوم».
والمبحث الذي يتصدر مباحث فلسفة العلوم, وهو علم مناهج البحث أو الميثودولوجيا Methodology، إنه المبحث الفلسفي المعني بالمنهج العلمي على وجه التحديد، ويمكن اعتباره من أهم فروع الفلسفة المعاصرة، وفي الآن نفسه يمكن أن يفيد شتى العلوم.
التسميات
مفاهيم تربوية