الاختراعات التي تمس سلامة البيئة والغذاء ويتم استبعادها من القابلية للحصول على البراءة لحماية النظام العام والأخلاق الفاضلة

أجازت المادة 27 - 2 من اتفاقية التربس للدول الأعضاء أن تستثنى من قابلية الحصول على براءات الاختراعات التي يكون منع استغلالها ضرورياً لتجنب الأضرار الشديد بالبيئة.
ولقد أثار استخدام الهندسة الوراثية في مجال الإنتاج الحيواني والنباتي جدلاً كبيراً في مختلف الدول حول أثر هذا الاستخدام على سلامة البيئة والغذاء. ولم تسفر الدراسات والتجارب حتى الآن عن التوصل إلى نتائج مؤكدة تنفى احتمالات ظهور أضرار في المستقبل بسبب الاستخدام الحالي للهندسة الوراثية. وتتخذ الدول المتقدمة إجراءات صارمة بصدد استخدام الهندسة الوراثية لتأمين سلامة البيئة والغذاء من خلال أنظمة الأمان الحيوي bio-safety.
وجدير بالذكر أنه لا يوجد في اتفاقية التربس ما يلزم الدول الأعضاء بحماية الاختراعات المتعلقة بالكائنات الحية إلا فيما يتعلق بالكائنات الدقيقة micro-organisms.  وقد توسعت الدول المتقدمة بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية في حماية الاختراعات المتعلقة بالهندسة الوراثية ، ويخشى أن يؤدى هذا التوسع إلى حلول أصناف من الحيوانات والنباتات التي استنبطت باستخدام الهندسة الوراثية محل الأصناف الأصلية مما يهدد بقاء التنوع البيولوجي ويسبب أضراراً جسيمة بالبيئة. ولقد أثارت بعض البراءات التي منحت في الولايات المتحدة الأمريكية جدلاً يتعلق بأثرها على سلامة البيئة والغذاء، مثل البراءة التي منحت في 27 أكتوبر 1992 لشركة أمريكية هي شركة Agracetus, Inc. بشأن استنباط أصناف من القطن . وقد انصبت الحماية التي قررتها هذه البراءة على جميع أصناف القطن المعالج وراثياً all genetically engineered cotton varieties   ، وخولت للشركة مالكة البراءة بالتالي احتكار جميع نباتات وبذور القطن المعالج وراثياً. وكذلك الأمر بالنسبة للبراءة التي منحها مكتب البراءة الأوروبية European Patent Officeلشركة Agracetus عن فول الصويا المعالج وراثياً ،حيث شملت البراءة جميع أصناف فول الصويا التي يتم انتاجها باستخدام البكتريا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال