"على رأي المثل ..." عبارة يومية متداولة؛ عبارة تختزل إيمانا جمعيا بالتشابه والمماثلة؛ بأن ما حدث اليوم هو صورة تكرارية لما وقع البارحة، وهي في الآن ذاته تحمل إيمانا بأن هذا التشابه، وتلك المماثلة، أمر يمكن الإفادة منه واستثماره في التعامل مع معطيات الواقع ومواقف الحياة اليومية.
من منطلق هذا الوعي بقيمة استحضار تجارب الماضي كانت كتب الأمثال العربية، التي مثلت حلقة الوصل بيننا وبين تراثنا العقلي والمعرفي والشعوري؛ فاعتقلت لنا هذا التراث الشفهي الجمعي الأصل في كلمات وسطور تستخلص لنا فائدة القول ومنتهاه؛ وتضع بين أيدينا في لفظ بليغ موجز، وفي سرد تفسيري تفصيلي شارح، خلاصة تجارب ماضينا الإنساني والعربي.
الميداني:
هو: أبو الفضل أحمد بن محمد بن إبراهيم الميداني النيسابوري.
مولده ووفاته: لم يعرف لهذا الرجل تاريخ ميلاد محدد، لكنه عاش بين القرنين الخامس والسادس الهجريين. وتوفي: 518 هـ. وقد قضى حياته هذه في مسقط رأسه "نيسابور" ببلاد فارس، ونسب إلى إحدى بلادها "ميدان زياد".
خصاله وثقافته: عرف عنه التزامه؛ فالتزم صحبة مفسر للقرآن كانت له مكانته في عصره يدعي أبا الحسن الواحدي. ومما قيل في فضله وشهامته: "لو كان للذكاء، والشهامة، والفضل، صورة، لكان الميداني تلك الصورة، ومن تأمل كلامه، واقتفى أثره، علم صدق دعواه".
وفيما يتعلق بتكوينه الثقافي فقد اهتم باللغة وما يتصل بها من علوم، واستهواه البحث في أمثال العرب فأنتج لنا هذه الموسوعة المثلية التي ذاع صيتها في زمنه وما تلاه؛ حتى عُدَّت متفردة في بابها.
إنتاجه العلمي: كان الميداني أديباً وبحَّاثا بارعاً، ومثقفا ملما بفنون القول ودروب المعرفة، وقد ترك لنا إضافة إلى مؤلفه الموسوعي "مجمع الأمثال" طائفة أخرى من المؤلفات العلمية القيِّمة، ومنها:
1- النموذج في النحو.
2- شرح المفضليات.
3- نزهة الطرف في علم الصرف.
4- السامي في الأسامي. (في اللغة).
5- الهادي للشادي. (في النحو).
التسميات
أمثال
