الوطن أفضل وإن ساءت الحال فيه.. بلادي وإن جارت علي عزيزة

يحلم الكثير من شباب الوطن و نظرائهم من العالم الثالث بالهجرة إلى أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية لما في تلك البلدان من فرص عمل وظروف ملائمة لتحصيل حياة أكثر رفاهية وكذا فرص أخد جنسية تلك البلدان والتمتع بالحرية الغربية والامتيازات التي لا يتمتع بها مواطنو بلدان العالم الثالث بشكل عام كل شخص لديه في داخله روح المغامرة . اكبر مغامرة يحب إن يخوضها شباب اليوم هي السفر والاغتراب جاهلين ما يخبئ لهم ما وراء الغربة من أسرار وأضرار و أخبار حتى لو علموا ولكنهم يصرون على خوض التجربة القاسية وأنا واحد منهم نتصور أن بلاد الغربة جنة حية في الأرض.
ولكن بعدما يبدأ الشاب التخبط في موج بحر الغربة تبدأ المأساة:
أولا : يصدم بواقع العمل المرير في الغربة.
ثانيا: البعد عن الأحبة والأقرباء.
ثالثا:الكرامة ،حيث لا كرامة هناك لأنك لاجئ وما خفي كان أعظم.
لذلك البقاء صعب والرجوع أصعب لذلك إليكم  نصيحة صديق مغترب:
ليس كل ما يلمع ذهبا والذي تعرفه أفضل من الذي تتعرف عليه من المجلات والفضائيات والصور كنا في الغربة كبقعة زيت في الماء لا يختلط ولا يندمج ويبقى لوحده لا يستطيع العودة إلى زيته ولا أمل من اندماجه بالحقيقة . أنا كنت مهووساً بالتغرب لتحقيق أهداف لطالما حلمت بها ، تركت دراستي من أجل السفر وقل نومي فخارت قواي حتى رق الأهل لحالي واتخذوا قراراً على أن يجمعوا أمرهم لحل مشكلتي هذه ،دون أن أنسى أن أسرتي من الطبقات المتوسطة فاضطرهم الأمر إلى أن يقوموا بجمع الأموال من الأقارب حتى إذا أكملوا متطلبات السفر حينها اكتملت فرحتي بدأت مغامرتي بشد الرحال إلى بلاد لا أعرف منها أحداً ولا يعرفني فيها أحد  وقد تكون متمكنا من اللغة فتبقى عضلات فمك تأبى اللغة الجديدة فتبقيك مع لكنة لغوية وعلامة فارقة لا تقبلها السنون ولا الدراسات المعمقة ، ويا للبرد القارص حينها اشتقت لحرارة الصيف حيث لا حل إلا دخول الكباريهات لشرب مسخنات فعالة كما يفعل الجميع هناك ، فيا حسرة لا بقينا أبناء وطننا ولا صرنا أجانب ، وكنت أكتم ألمي بداخلي وإن كانت ستفضحه عيوني لأن الإنسان الذي كان معي في تلك اللحظة ليس هو الإنسان الذي عرفته سنيناً ، وكل هذا لا يساوي دمعة واحدة لأمي أثناء غيابي عنها فإياك أن تفكر في الاغتراب.
لأن ما تملكه أغلى بكثير مما تفكر فيه.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال