بداية الحياة ونهايتها.. العمر ساعات وأيام وشهور وأعوام

لكل شيء بداية ونهاية، فمثلاً بداية الإنسان حسب نظري القصير يوم يقوم على رجليه وينال الاستقلال ليس من الاستعمار ولكن من التبعية والحاجة إلى الرعاية التي لا يستغني عنها في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة، وكذا الحيوانات وكافة الكائنات تكون بدايتها عندما تنطلق حياتها الخاصة وتكون قادرة على اتخاذ القرار وتحمل المسئولية، عندما تطأ رجلها على الطريق وتستأنف رحلة السير نحو المصير. فما هو المصير؟
نستطيع أن نقول هو النهاية إذا اعتمدنا مفهوم المفردة في سياق هذا المقال، أو اعتبرنا مدلولها مطابقاً لمؤدي المصرع أو المثوى الأخير.
ولكن لا ننسى في الوقت نفسه أنه يحتمل معنى البداية إذا جاء في مجال التصويت من أجل الاستقلال واقترن بالتقرير كما هو الحال في مقولة: استفتاء تقرير المصير، كما قد يكون ما قبل البداية إذا اتفقنا على أن الاستقلال هو البداية وأن تقرير المصير مرحلة سابقة له. وعلى عكس ذلك تماماً قد يرمز إلى ما بعد الحياة "الأولى" كما هو الحال في قوله تعالى "إليّ المصير"
حتى لا يأخذنا السياق ونتيه في صحراء عفواً في بحر اللغة العربية التي تحمل في أحشائها درراً تتغير مدلولاتها عند تعدد السياق ،نعود إلى بيت القصيد وهو أن الإنسان ينطلق من بداية ويسعى نحو نهاية حتمية لا حياد ولا مناص منها ' وفي الفترة الفاصلة بينهما يتحدد عمره الذي هو ساعات وأيام وشهور وأعوام هي الميدان الذي يحرز فيه ما يحقق في تلكم الفترة الزمنية التي قد تطول أو تقصر حسب الأجل المكتوب في الأزل. وليس ذلك هو المهم أو المحك بقدر ما هو ما تمثله تلك المدة للإنسان أو تحمل له من سعادة وهناء أو شقاء وعناء، وأيّ الوضعين أكثر حضوراً وأبقى أثراً في حياته إذ نعرف أن دوام الحال من المحال، هل الغم والهم مدلهمان على هامته؟ أم الفرح والحبور متلألآن من محيّاه؟ ذلك هو الذي يجعل عمر الفرد طويلاً مديداً أو قصيراً محدوداً.
بين البداية والنهاية بون شائع قد يكون ناراً تشتعل وتلتهب أو نوراً يشع ويشرق، وحسب السعي والعمل في موسم الزراعة تكون النتيجة يوم الحصاد. فنرجو أن تكون بدايتنا مفعمة بحيوية ونشاط مستمر تحت تأثير النشوة بالانجاز والنجاح حتى نصل إلى النهاية- بإذنه تعالى - بالانتصار الكبير والرد الجميل.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال