القاضي النعمان.. مصادره هي المادة الرئيسية الرسمية للتاريخ الفاطمي. معرفة حدود المذهب الفاطمي وشرح واجبات الأتباع نحو الدعاة والأئمة وحقوقهم المالية بدفع الخمس



القاضي النعمان (363هـ - 947م) :
هو النعمان بن منصور بن حيون التميمي المغربي، قاضي قضاة الدولة.

تعد مصادره المادة الرئيسية الرسمية للتاريخ الفاطمي، يعد القاضي النعمان قاضي القضاة الفاطمي، وأكبر دعاتها على عهد المنصور والمعز، أهم كتبه التي وصلتنا أربعة هي:
1- دعائم الإسلام في ذكر الحلال و الحرام و القضايا و الأحكام.
2- تأويل الدعائم، يعرف أيضا ب "تربية المؤمنين بالتوقيف على حدود باطن علم الدين".
3- افتتاح الدعوة.
4- المجالس و المسايرات.
5- كتاب الهمة في آداب اتباع الائمة.

من خلال مؤلفاته، يتضح أن القاضي النعمان كان له تخصص، تراوح ما بين: الفقه من أصوله و فروعه إلى التاريخ السياسي، والديني مع سير الأئمة.

كتاب دعائم الإسلام:
كتاب في الفقه الشيعي الفاطمي، تبدو قواعده لا تختلف كثيرا عن مذاهب أهل السنة، حتى خلق جدلا بخصوص مذهب النعمان، سني أم شيعي، والغالب هو أن تلك القرابة بين الدعائم النعمانية الشيعية، وقواعد الإسلام السنية، تفسر بكون الدعوة الشيعية كانت لا تسمح بنشر إلا الظاهر من علم الأئمة بين عامة الناس، المقبول أصلا من أهل السنة، في مقابل التأويل وهو تفسير الباطني والمجازي للنصوص، وهو علم الخاصة عند جمهور الشيعة.

كتاب افتتاح الدعوة:
كتاب تاريخي، يعالج فيه النعمان تاريخ الدولة الفاطمية الناشئة بالمغرب، منذ بداية تنظيم الدعاية في اليمن، إلى عهد المعز، وفي هذا المؤلف تظهر موهبة النعمان في الكتابة التاريخية، من حيث التوثيق، كاعتماده على بعض الرسائل الرسمية، التي كان يصدرها المهدي، على طول الطريق من سجلماسة الى رقادة و القيروان، مع اتجاهاته المبدئية، كواحد من كبار أنصار الدعوة.

نجده يحاول في هذا المؤلف، ايجاد مشروعية لسياسة المهدي في المجال السياسي (التسلط – الاستحواذ بالسلطة - ...)، والمجال المالي، حيث نجده يتحدث عن قانونية سياسة المهدي المالية، مثلا أمر المهدي، وهو متجه من سجلماسة الى رقادة، بإحضار الأموال التي كانت بأيدي الدعاة و المشايخ، وأحضرت اليه وقدم بها الى رقادة، مما و لد سخطا لذى المشايخ سخطا قال عنه النعمان"... فكان ذلك احال القلوب الفاسدة".

عموما ما يلفت النظر في افتتاح الدعوة، هو اهتمام صاحبه بالمسائل المالية، وهو ما يتعلق بقبض الأموال و الضرائب. ويقول النعمان في نظرة المهدي إلى المال ما يلي:" إنه كان جوادا بالمال، ومع ذلك لا يضيع أقل شيء منه، فهو لا يستهين بالمال ولا يصرفه في غير حق".

تتلخص أهميته في أنه يعرف بحدود المذهب الفاطمي، ويشرح واجبات الأتباع نحو الدعاة والأئمة، ويبين حقوقهم المالية، بحيث يصر على دفع الخمس إلى الإمام (قربى الى الله ورسوله)، ليتصرف فيه كما يشاء، والمقصود بالخمس، مكاسب المؤمنين في عصر، تدفع إلى إمام ذلك الزمان مع زكاة الأموال.