الشخصية البسيطة هي شخصية تتسم بالوضوح والبساطة، وتلازمها عاطفة واحدة من بداية العمل الروائي حتى نهايته، وكانت "تسمى أمزجة في القرن السابع عشر، وتسمى أحياناً أنماط أوكاريكاتيرا"، لكنها مسميات اندثرت مع حركة التطور الديناميكية التي شملت الأدب ونقده، وحل محلها مسمى الشخصية المسطحة حيناً،والبسيطة حيناً آخر كمــعادل مفهوماتى للتسطيح.
وهي شخصية في أدق تعريفاتها "تدور حول فكرة أو صفة... وتبدأ في الاتجاه نحو النوع المتطور إذا كان هناك أكثر من أصل لها.. وهي حقيقة يمكن التعبير عنها بجملة واحدة.. مثل أميرة "بارما" و" ليجراندان" يمكننا التعبير عن كل منهما بجمـلة واحدة، فالأميرة تقول: يجب أن أحرص بنوع خاص على أن أكون رحيمة، وهي لا تفعل شيئاً أكثر من الحرص الزائد هذا، أما الشخصيات الأخرى الأكثر تعقيداً منها فإنهم يكشفون شفقتها دون مشقة لأنها ثمرة ثانوية لحرصها.. وهناك ميزة كبيرة تميز الشخصيات المسطحة ألا وهى أننا نعرفهم بسهولة حينما يدخلون علينا يعرفهم القارئ بعاطفته لا بعينيه التي لا تلاحظ إلا ترديد الاسم فقط.. والقارئ يتذكر هذه الشخصيات بسهولة بعد قراءة الرواية، فهي تبقى كما هي في ذاكرته، والسبب أن الظروف لم تغيرها، فقد كانت تتحرك داخل الظروف، وتكون في أحسن حالاتها إذا كانت شخصيات كوميدية، فالشخصية السطحية إذا كانت جادة أو تراجيدية فإنها تصبح مملة."
ولهذه الشخصية أهميتها الكبرى في بناء الرواية، فإن لم تكن هي الشخصية الرئيسة فإنها تخدم الحدث، وتساعد على حركة الشخصية المستديرة، فهي "أقراص مضيئة ذات أحجام معمول حسابها من قبل.. تدفع هنا وهناك مثل النضد في الفراغ أو بين النجوم".
ولابد أن أشير هنا إلى أن سمات الشخصية البسيطة لا تعنى اتسامها بالضعف الفني كما يعتقد البعض، مثل الدكتور مصطفى عمر الذي يقول عنها: "تتسم هذه الشخصية بالضعف الفني، لأنها لا تتفاعل مع الموقف بقوة، لهذا كانت صراعاتها بطيئة لاعتمادها على عامل ضعيف لا يتسرب إلى أغوار النفس الإنسانية والبحث عن الاتجاهات الاجتماعية".
ولابد من الحذر قبل قبول الرأي السابق؛ فعدم التعامل مع الموقف بقوة، وبطء الصراعات إذا كانا مقصودين لذاتهما، دخلا في طور الضرورة الفنية التي تقف كل الانتقادات أمامها حائرة.
التسميات
نثر عربي حديث
