الدّبش.. زيارة والد العروس وأهلها لبيت الزوجية للتعرف على ما يحتاجه المسكن من أثاث

كان التقليد المتبع في الماضي أن يذهب والد العروس وأهلها لمشاهدة المنزل الذي يسكن فيه العروسان.

وقد كانا في الماضي يسكنان في بيت الوالد، لأن العريس مازال غض الإهاب لم تكتمل له مظاهر القدرة على الصرف على مسكن خاص به والصرف على مستلزماته لأن مجالات العمل في ذلك الزمان لم تكن لتسمح بتحمل هذه المسؤوليات من وارد الأعمال التي يقوم بها الإنسان.

وكذلك لم تكن المساكن متوفرة على النحو القائم الآن، خاصة إذا ما وضعنا في الإعتبار أن معظم المساكن المجاورة للحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة كانت تؤجر للحجاج لفترات طويلة من العام، وقد كان الحال كذلك في جدة وقد كان يسكن بعض بيوتها الحجاج في قدومهم ورواحهم.

ولعل من بين أغراض الزيارة التي يقوم بها والد العروس وأهلها لبيت الزوجية هو التعرف على ما يحتاجه المسكن من أثاث، وقد كان يطلق على الأثاث مسمى (الدبش) بفتح الدال وشدها، وفتح الباء أيضاً.

وقد كانت عملية إرساله من بيت أهل العروس الى بيت الزوجية تشكل مهرجان فرح جميل ورائع يؤكد حلاوة الأفراح في تلك الأيام الخوالي، فلقد كان يؤتى بمجموعة كبيرة من الحمالين، يضعون على رأس كل حامل قطعة من قطع الأثاث.

فللحاف حامل، ولكوز الماء حامل، وكذلك للمسند والمخدة، وتبسي الأكل والصحون وكاسات الشاي والمفرش والفانوس والإتريك.

فلكل قطعة من هذا (الدبش) حامل، ويعبر هذا الموكب دروب الحارات وشوارعها مشياً على الأقدام في مظهر جميل تصحبه الأهازيج الجميلة وملاحقات الصغار.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال