مزايا العرف ومساوئه.. عدم وجود نصوص مكتوبة يمكن الرجوع إليها للتأكد من قواعده ومعرفة تاريخ بدء العمل بها أو زواله

أهم ميزة يتمتع بها العرف هي أنه بسبب نشأته الخاصة عن طريق التعامل بين الناس فيعتبر منبثقاً عن المجتمع نفسه.
وهو يبدو بالتالي أشد المصادر ملاءمة لرغبات المجتمع وحاجته وأكثرها تمشياً معه في سيره وتطوره.
كما أن الخضوع للعرف يعتبر أكثر سهولة من الخضوع إلى غيره من المصادر.

لأن العرف لا يفرض على الناس فرضاً من قبل هيئات خارجة عنهم وإنما هم الذين يخلقونه بأنفسهم ويتبعونه بمحض إرادتهم (فالتشريع وإن يكن يعتبر صادر عن الأمة فهو من الوجهة العملية يبدو للأفراد وكأنه مفروض عليهم من قبل الهيئات التي تصدره خلافاً للعرف الذي يعتبر صادر عن الأفراد أنفسهم).

وأن للعرف مساوئ عديدة تعاكس ما يتمتع به التشريع من مزايا وأهمها:

1- بطؤه في الانتشار وصعوبة تغييره:
فالعرف يتطلب فترة من الزمن ريثما يستقر ويثبت.
ومتى ثبت يصعب انتزاعه واستبدال غيره به مما يعيق تطور المجتمع.

2- صعوبة معرفته وإثباته وتحديد تاريخه:
فالعرف لا يوجد نصوص مكتوبة يمكن الرجوع إليها للتأكد من قواعده ومعرفة تاريخ بدء العمل بها أو زواله.
كما يصعب بصورة خاصة تحديد تاريخ صحيح لموعد بدء العمل بهذه القواعد أو انتهاؤه.

3- اختلاف أعراف الدولة الواحدة:
فالعرف لا يصدر عن هيئة واحدة تضع قواعده وإنما ينشأ عن تعامل الناس.

وهذا التعامل يختلف باختلاف الفئات التي يصدر عنها أو المناطق التي يطبق فيها مما يؤدي إلى اختلاف القواعد القانونية وتعددها في الدولة.

وبالرغم من هذه المساوئ التي تضعف من قيمة العرف وتدعو لتقديم التشريع عليه فلا تزال للعرف أهمية كبرى بين مصادر القانون لأن التشريع لا يستطيع أن يحوي جميع القواعد القانونية اللازمة ومن المصلحة أيضاً ترك بعض الأمور للعرف لينظمها ويوجد القواعد الملائمة لها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال