البنيوية والألسنية.. اللغة نظام من الإشارات ولا تكون ذات قيمة إلا إذا كان صدورها للتعبير عن فكرة ما أو لتوصيلها

البنيوية هي مدّ مباشر من الألسنية، ويقف (فرديناند دي سوسير) على صدارة هذا التوجّه النقدي، منذ أن عرّف اللغة بأنها (نظام من الإشارات).

والإشارات هي أصوات تصدر عن الإنسان، ولا تكون ذات قيمة إلا إذا كان صدورها للتعبير عن فكرة ما أو لتوصيلها.

وعلى الرغم من أن سوسير قد توصل إلى أن الإشارة ذات طبيعة اعتباطية، فإن معرفة الإشارة لا تتم من خلال خصائصها الأساسية، وإنما من خلال تمايزها باختلافها عن سواها من الإشارات.

فكلمة (ضلالة) مثلاً ذات معنى لا لشيء في ذاتها، وإنما لوجود (الهداية) فبضدّها تتوضح الأشياء، ولولا (السواد) ما عرفنا (البياض)، وهذا ما جعل سوسير يرى اللغة (نظاماً من الاختلافات).

من هذا التصوّر اللساني انطلقت البنيوية، حيث طبّق الأنثربولوجي الفرنسي (كلود ليفي شتراوس) هذا المنهج على الأنثربولوجيا، في دراسته البنيوية للأساطير الهندية الأمريكية.

ثم جاء (جان بياجيه) فطبّقها على علم النفس، حيث ميّز (البنية) من خلال ثلاث خصائص لها هي: الشمولية، والتحول، والتحكّم الذاتي.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال