يصور عمرو بن كلثوم التغلبي لنا في معلقته الإنسان الجاهلي بأوضح صوره، وأبرز سماته، وأعز قيمه، يبدو لنا ابن كلثوم من بين جحافل الشعراء القدامى، وهو أعزهم نفسا، وأكبرهم امتناعا، وأشدهم في مقارعة الخصوم، والملوك الجبابرة، وأصلبهم عودا في الوقوف أما الطغاة المستبدين. وهو بذلك يمثل لنا العربي بكل إبائه، ويصوره لنا بكل عزته ومنعته.
ومعروف عن دافع النظم ما كان من شأن ليلى، أم عمرو بن كلثوم، حين نادت بأعلى صوتها، واذلاه لتغلب.. فكانت الواقعة بمثابة تعبير أو إهانة، مثلت دافعا حارا، انطلق منه عمرو بن كلثوم لينتقم من خلاله لكرامة المرأة العربية في شخص أمه.
وقد سجل هذا كله في معلقته التي تعد "النشيد القومي" لتغلب، فاستمع إلى صوته:
بأي مشيئة عمرو بن هند
بأي مشيئة عمرو بن هند
نـكون لقيلكم فيها قطينا
بأي مشيئة عمرو بن هند
بأي مشيئة عمرو بن هند
تطيع بنـا الوشاة وتزدرينا
تهددنا وتوعـدنا رويـدا
تهددنا وتوعـدنا رويـدا
متى كنـا لأمـك مقتوينا
فإن قناتنا يا عمرو أعيت
فإن قناتنا يا عمرو أعيت
على الأعداء قبلك أن تلينا
إلى أن يقول:
إذا ما الملك سام الناس خسفا
إذا ما الملك سام الناس خسفا
أبينا أن نقر الذل فينا
إذا بلـغ الفطـام لنا صبي
إذا بلـغ الفطـام لنا صبي
تخر لـه الجبابر ساجدينا
التسميات
أغراض الشعر الجاهلي
