كان الامبراطور الروسي (بطرس الاول) يأمل دائما ان يوصل حدود بلاده الى المياه الساخنة، لذلك فان روسيا كانت تطمح ان تبلغ الاراضي الايرانية لتصل في نهاية المطاف الى هدفها وهي المياه الساخنة للخليج العربي.
لتحقيق هذا الهدف سار الامبراطور الروسي بنفسه على رأس جيش لاحتلال شمال ايران وذلك سنة 1713م .
استطاع الامبراطور احتلال دربند حتى داغستان مستغلا الوضع الذي كان تمر به الدولة الصفوية. الا ان روسيا اصطدمت في داغستان بالدولة العثمانية القوية فاضطرت للانسحاب من المنطقة.
وبعد ذلك ارسل الافغان قوة عسكرية لاحتلال مدينة رشت القريبة من بحر الخزر ولما كان الوالي لا يستطيع ان يقاوم امام القوة الافغانية استنجد بالامبراطور الروسي فاستغل الروس هذه الفرصة فدخلو المدينة محتلين لها ثم وسعوا منطقة نفوذهم ليضموا اليها ايضا مدينة باكو.
كان طهماسب الثاني وهو في وضعه الحرج محتاجا لمن يساعده في صد الهجوم الافغاني لذا فانه اضطر الى السكوت امام التوسعات الروسية في الشمال الايراني.
استولى الروس على شمال ايران بدءا من دربند الى مازندران وكانوا يتحينون الفرص للقيام بهجمات اخرى لتوسيع المناطق التي استولوا عليها.
وفي المقابل هجمت القوات العثمانية مستولية على جورجيا فتحولت قفقاسيا مرة اخرى الى منطقة صراع بين الامبراطورية الروسية والدولة العثمانية.
وفي نهاية الامر تقاسمت الدولتان شمال وغرب ايران. فكانت المناطق الساحلية لبحر خزر بالاضافة الى مازندران من حصة روسيا وأصبحت اذربيجان وكرمانشاه وهمدان من حصة الدولة العثمانية فبدأت الدولة العثمانية بمحاصرة تبريز. الا ان العثمانيين لم يستطيعوا دخولها والاستيلاء عليها.
وبعد اغتيال محمود الافغاني وتولي اشرف زعامة الافغان في ايران وجد الجيش العثماني (وهو الجيش السني) نفسه امام الجيش الافغاني وهم سنة كذلك فارتبك الجيش العثماني وامتنع من مقاتلة الجنود الافغان لذا امر السلطان العثماني بعقد معاهدة مع الافغان فتم عقد اتفاقية في سنة 1139هـ وبموجبها ترك اشرف الافغاني الولايات الغربية لايران للدولة العثمانية مع الاقرار بان السلطان العثماني هو امير المؤمنين.
وصل الشاه طهماسب الثاني طهران ومن هناك طلب من رئيس عشيرة قاجار قوانلو موافاته في المدينة الا انه عندما علم بتوجه اشرف الافغاني الى طهران ترك محله متوجها الى مازندران.
خُلع الشاه طهماسب من قبل نادر قلي سنة (1723م ) هذه الشخصية التي ظهرت في أحلك أيام ايران وأقساها فكان له بالغ الأثر في بقاء ايران كدولة على صفحة التاريخ وبعده تم نصب الامير عباس سلطانا على البلاد فبقي على العرش مدة أربع سنوات ليعزل هو الاخر ويحل محله القائد الذائع الصيت نادر قلي أو "نادر شاه" والذي اسدل الستار على الدولة الصفوية واعلن نفسه شاها على البلاد لتبدأ بذلك مرحلة جديدة من تاريخ ايران المضطرب.
التسميات
تاريخ الدولة الصفوية