العلاقات الايرانية الروسية في عهد الدولة الصفوية.. رغبة الروس في إيجاد طريق الى الخليج العربي والهند والتدخل في الشؤون الايرانية

في اوائل سلطنة الشاه طهماسب قام ايفان الرابع (الامبراطور الروسي 1584 – 1533م) بعد الاستيلاء على هشتر خان والوصول الى سواحل بحر الخزر وحدود داغستان بالتغلغل داخل العمق القفقاسي، الا ان شعب داغستان استطاع وببسالة ان يقاوم الهجمات الروسية كما قاومها سابقا وردهم على اعقابهم مخذولين.
بعد ممات الشاه طهماسب اي في عهد الشاه اسماعيل الثاني وعهد السلطان محمد خدابنده تدخل الروس بشكل سافر بامور جورجيا الشرقية وقد ارسل خدابنده سفيرا بهذا الخصوص الى موسكو للأعتراض على التدخلات الروسية.
في زمان “ الشاه عباس “ الثاني ارسل الامبراطور الروسي ألكسيس (1676 - 1645) وهو والد بطرس الاول وفدا كبيرا تعداده 800 نظرا من اجل فتح الطريق امام المبادلات التجارية بين روسيا وايران حيث وصل الوفد الى قزوين الا ان الشاه عندما علم ان هذا الوفد يبغى الانفلات من دفع الضرائب ويستعملون العنوان السياسي للخداع أمر الشاه بابعادهم واخراجهم من ايران.
غضب الامبراطور الروسي من هذا العمل فارسل السفن الى سواحل مازندران وبعد اشعال النار في فرح اباد نزل الجنود الروس الى السواحل الايرانية وفي منطقة شبه جزيرة ميانكه وفي مستنقع استر اباد الايرانية مني الجيش الروسي بهزيمة منكرة واسر معظم الجنود الروس المهاجمين.
وجاء دور الامبراطور بطرس الاول ليحاول إيجاد طريق الى الخليج العربي والهند. فارسل بادئ الامر رجلا ارمنيا واسمه "اورس" على رأس وفد الى الشاه حسين في اصفهان ليجرب تحقيق ما يرمون اليه عن طريق السلام والصلح فاستقبلهم الشاه الايراني السلطان حسين بحفاوة وتم اعطاء الوفد الروسي الامتيازات التي ارادوها الا انه وبعد سبع سنوات ارسل الامبراطور الروسي (بطرس الاول) سفيرا آخر الى ايران لتقديم شكوى وطلب التعويضات على التجاوزات الحاصلة على التجار الروس بالقرب من بخارى ونظرا للاسلوب المتعجرف الذي خاطب به السفير الروسي السلطات الايرانية فان المفاوضات لم تثمر وغادر السفير الروسي دون ان يحقق شيئا. 
هذا الامر كان باعثا للامبراطور الروسي (بطرس) بالتدخل في الشؤون الايرانية، اذ انه سير الجيوش الكثيفة نحو الحدود القفقاسية منذ سنة 1134هـ بحجة اعلان الحرب ضد الشاه حسين تارة او لمساعدة الشاه طهماسب الثاني تارة اخرى واستطاع الجنود الروس المدججون باخر الاسلحة المتطورة حينذاك وبالمدفعية الثقيلة ان يحتلوا ساحل بحر الخزر بأكمله بدءا من دربند ووصولا الى استر اباد.
ومن المؤسف ان الشاه طهماسب الثاني ارتكب خطأ كبيرا وخيانة في حق الامة عندما توسل بالجيش الروسي وطلب منهم العون والمساعدة لطرد الافغان من اجل الحفاظ على تاجه وعرشه.
ففي سنة 1135هـ عقد الشاه طهماسب معاهدة مع الامبراطور بطرس واعطى مدينة دربند وباكو والسواحل الجنوبية لبحر قزوين (الخزر) ووصولا الى استر اباد لروسيا املا في كسب الامبراطور الروسي بجانبه في حربه ضد الافغان.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال