اصفهان وحدها تكفي الشاه يسليمان.. لا يصدق ولع الشاه وكثرة شربه للخمر ولا يوجد في سويسرا او ألمانيا أحد ينافسه في هذا الامر

كان الشاه سليمان غير معتنٍ بامور بلاده غافلاً عمّا يجري لا يحرك ساكنا اذا هاجمه الأعداء وحتى حينما أُخبر بأن الدولة العثمانية بعدما عقدت الصلح لربما ستُهاجم ايران فأجابهم وببرودة  "انا لست قلقاً جدا فان اصفهان لوحدها تكفيني ".
وقد زار ايران في عهد الشاه سليمان سائحون اجانب كثيرون وتركوا من بعدهم مذكراتهم القيمة منهم المدعو شاردن Chardın وهو سائح فرنسي وقد دون في مذكراته معلومات حول النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لايران والسائح الثاني هو تاورنيه Tavernier وهو ايضا فرنسي وقد جاء الى ايران ست مرات منذ عهد “ الشاه صفي “ الى عهد الشاه سليمان ويُعتبر كتابه عن ايران وثيقة تاريخية مهمة وبالأخص فيما يخص احوال الشاه سليمان الشخصية وكيف كان مولعا بشرب الخمر حيث يقول: "لا يصدق ولع الشاه وكثرة شربه للخمر ولا يوجد في سويسرا او المانيا أحد ينافسه في هذا الامر".
وجاء في مكان اخر من الكتاب:
" تقريبا الشاه دائما في حال سكر وهو مستبد الى درجة انه: اي امر يصدره حتى ولو كان نائما فانه يتم تنفيذه دونما تأخير".!!
ولقد جلب سكر الشاه واهماله للبلاد المصائب الكثيرة للشعب. اذ هجم الغلاء والاضطراب على الشعب وبدأ يفتك بالبلاد البلاء والامراض وفرغت خزينة الدولة وانتشرت الرشاوى وضج الشعب وهاج وبالأخص بسبب عبء الضرائب المفروضة عليه وحول هذه الاوضاع يكتب شاردن فيقول : "  دخلت ايران في عهد “ الشاه عباس “ الثاني سنة 1656م (1066هـ) وخرجت منها في عهد ابنه الشاه سليمان سنة 1677 (1088هـ) ولقد لوحظ انخفاض موجودية خزينة الدولة خلال 22 سنة الى النصف، وتدهورت قيمة الذهب فيها واما كبار القوم والتجار فانهم ومن اجل جمع الثروة والمكانة بدؤوا ينهشون لحوم الفقراء من اجل ذلك أُبتدعت طرق كثيرة للتحايل في التجارة...

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال