إن مسؤولية التربية الأساسية اليوم تتمثل في إعداد الأجيال الناشئة لمجتمع سيختلف اختلافاً جوهرياً عن المجتمع الحاضر، باتجاهات ومفاهيم وأفكار سيكون لها آثارها البعيدة المدى من حيث تقرير مستقبل الثقافة ونوعية الحياة.
فلم يعد دور التربية مجرد الاقتصار على نقل المعرفة العلمية والتكنولوجية، ولكن أيضا تنمية الاتجاهات التي تمكن الإنسان من تنظيم تلك المعرفة واستخدامها، حيث إن على التربية في المستقبل أن تتعامل تعاملا مباشراً مع المشكلات الحقيقة التي تواجه الإنسان في واقعه اليومي مستخدمة في ذلك أنواع التحليل والشرح الموجود في مختلف مجالات المعرفة العلمية.
إلا أن التعامل الحكيم مع المعرفة العلمية والتكنولوجية في المستقبل، لن يتم إلا إذا ركزنا على التنمية الروحية للإنسان، وتعميق مشاعره الوجدانية والأخلاقية والجمالية، ففي ديننا الإسلامي مجال رحب لتنمية وتعميق هذه الجوانب في الإنسان.
فنستخلص مما سبق أن التربية اليوم أصبحت تتبع تطور المجتمع، وتطور المعرفة، ومن ثم لابد أن تكون مجددة، وتنظر نظرة تقدمية. لأن مفهوم المعرفة تتحول من مفهوم المعرفة الكونية الثابتة الكاملة إلى مفهوم المعرفة اللآ محدودة التي تمكن فيها قابلية الإمتداد اللانهائي.
كما أن التربية لم تعد مجرد وسيلة لاكتساب المعرفة داخل أسوار المدرسة، بل أصبحت اليوم تشتمل على العملية الثقافية الحضارية التي تتفق بها إمكانيات الفرد وتنمو طوال الحياة داخل المدرسة وخارجها، حتى إن بعض المفكرين اقترحوا تسمية جديدة للتربية (أندراغوجيا ,Andragogy) أي فن تعليم الإنسان، لكي يتميز عن (البيداغوجيا,Pedagogy)أي فن تعليم الطفل. لان هدف التربية لم يعد كما في السابق مقتصراً على تعليم الطفل والمراهق، بل أصبح يعني تعليم الإنسان طوال حياته.
التسميات
التربية