القضاء على الفقر المدقع والجوع في الكويت.. شيوع عد الأطفال، دون سن الخامسة ناقصي الوزن ونسبة السكان الذين يعيشون تحت الحد الأدنى من إستهلاك الطاقة الغذائية

* يتمثل الهدف الرئيسي الأول، الغاية الأولي، من الأهداف الإنمائية للألفية في القضاء على الفقر المدقع والجوع وقد حدد هدفان فرعيان تحت هذه الغاية.  تمثل الهدف الفرعي الأول في الإقلال إلى النصف من نسبة السكان الذين يعيشون في فقر مدقع بحلول عام 2015 حيث عرف الفقر المدقع أنه العيش بمستوى إنفاق إستهلاكي يقل عن 1.08 دولار للفرد في اليوم بالمكافئ الشرائي للدولار لعام 1985.  وكما هو معروف، فإن نسبة السكان الذي يعيشون في فقر مدقع هي "مؤشر تعداد الرؤوس"، الذي يقيس مدى إنتشار الفقر، بينما يمثل مستوى الإنفاق 1.08 دولار للفرد في اليوم ما يعرف بخط الفقر، الذي يمكن من قياس مختلف مؤشرات الفقر.  هذا وقد اختيرت ثلاثة مؤشرات لتعكس التقدم الذي يتم إحرازه في تحقيق هذا الهدف الفرعي هي مؤشر تعداد الرؤوس ومؤشر فجوة الفقر ونصيب أفقر 20 في المائة من السكان في إجمالي الإنفاق الإستهلاكي.[1]  وبعد، تمثل الهدف الفرعي الثاني في الإقلال إلى النصف من نسبة السكان الذين يعانون من الجوع بحلول عام 2015 وحيث تم إختيار مؤشرين ليعكسا التقدم نحو تحقيق هذا الهدف الفرعي هما شيوع عد الأطفال، دون سن الخامسة، ناقصي الوزن ونسبة السكان الذين يعيشون تحت الحد الأدنى من إستهلاك الطاقة الغذائية.
 *فيما يتعلق بالهدف الفرعي الأول، تحت هذه الغاية الأولي،  وكما تمت ملاحظته في المقدمة لهذا التقرير، تعد الكويت من الأقطار ذات الدخل المرتفع حيث يبلغ دخل الفرد فيها ما يساوي متوسط دخل الفرد في الدول الأوروبية المتقدمة.  ويتأكد مستوى الرفاه المرتفع الذي تتمتع به الكويت بالمعلومات التفصيلية الذي وفرها مسح الدخل والإنفاق العائلي لعام 2000-1999 والذي يوضح أن متوسط الإنفاق للفرد لأفقر شريحة من السكان الكويتيين قد بلغ حوالي 108.4 دينار كويتي في الشهر، ما يعادل 353.5 دولار أمريكي في الشهر، وما يعادل 
11.8 دولار أمريكي للفرد في اليوم.  وتعني هذه الأرقام أن متوسط الإنفاق للفقراء من الكويتيين يفوق بعشرة أضعاف خط الفقر الدولي الذي حدد بحوالي 1.08 دولار للفرد في اليوم.  وعلى أساس هذه المقارنات فلعله من المناسب القول بأن الكويت قد حققت هدف القضاء على الفقر المدقع في أوساط مواطنيها.
* أما المؤشر الثالث فيُعني بالحرمان النسبي كما يعكسه نصيب أفقر 20 في المائة من السكان في إجمالي الإنفاق الإستهلاكي.  وعلى الرغم من أنه ليس من الواضح في صياغة الأهداف الإنمائية للألفية كيفية إستخدام هذا المؤشر إلا أنه من المعقول القول بأن ما هو مطلوب هو إرتفاع نصيب أفقر 20 في المائة من السكان مع الزمن.  وفي حقيقة الأمر فإنه لأقطار غنية مثل الكويت يمكن هذا المؤشر من النظر إلى ظاهرة الإقصاء الإجتماعي وهي الظاهرة الأكثر ملائمة من ظاهرة الفقر المدقع.  بهذا الفهم فإن الإتجاه الزمني لنصيب أفقر 20 في المائة من السكان في الإنفاق الإستهلاكي يوضح التغير في حالة عدالة توزيع مستوى المعيشة في المجتمع.  هذا ويعتقد أن التغير مع الزمن في حالة توزيع الدخل أو الإنفاق عادة ما يكون بطيئاً.  ويلاحظ في هذا الصدد أن متابعة التغيرات في حالة توزيع الدخل أو الإنفاق عادة ما تعترضها ندرة المعلومات عبر الزمن إلا في قلة من الأقطار.  وتعزى ندرة المعلومات الملائمة إلى أن تنفيذ مسوحات للدخل والإنفاق العائلي عادة ما يتسم بتكلفة عالية.  هذا ويتمثل علاج مشكلة توفر المعلومات عبر الزمن في مقارنة المؤشر المعنى لنقطتين زمنيتين حتى إذا اختلفت هذه النقاط الزمنية عن السنوات التي يرغب في مقارنتها وذلك على افتراض أن التغيرات في حالة التوزيع في المدى القصير عادة ما تكون غير معنوية.
* في حالة الكويت يمكن استخدام معلومات مسح الدخل والإنفاق العائلي لعام 1987-1986 لتمثل عام 1990 السنة الإرتكازية للأهداف الإنمائية للألفية.  وللحصول على نصيب أفقر 20 في المائة من السكان في الإنفاق الإستهلاكي تم تقدير منحنيات لورنز للسنوات 1987-1986 و 2000-1999 على أساس معلومات مسوحات الدخل والإنفاق العائلي المتوفرة.  وتوضح النتائج أن نصيب أفقر 20 في المائة من السكان الكويتيين من إجمالي الإنفاق قد بلغ 7.99 في المائة عام 1987-1986 و 8.45 في المائة عام 2000-1999.[2]  وعليه يمكن ملاحظة أنه خلال التسعينات تحسنت حالة التوزيع للسكان الكويتيين الأمر الذي يتسق مع النتيجة القائلة بان الكويت قد تمكنت من تحقيق الغاية الأولى للأهداف الإنمائية للألفية.
[1]  بخط فقر، z،  يعرف مؤشر عدد الرؤوس، H، على أنه عدد الذين يعيشون بإنفاق إستهلاكي يساوي أو يقل عن خط الفقر ، q،  من إجمالي عدد السكان ،n، ومن ثم يعرف مؤشر عدد الرؤوس كما يلي: .  ويعرف مؤشر فجوة الفقر، ، على أنه إجمالي الفجوات النسبية بين إنفاق الفقراء وخط الفقر بعد نسبتها لإجمالي السكان.  هذا ويمكن كتابة مؤشر فجوة الفقر على النحو التالي: حيث y هي متوسط دخل، أو إنفاق، الفقراء.
[2] تم تقدير منحنيات لورنز بواسطة برنامج (Povcal) وهو برنامج أعد لحساب مؤشرات الفقر من معلومات توزيع الإنفاق المجمعة في شرائح وقد تم تطوير البرنامج في البنك الدولي ويمكن الحصول عليه من موقع البنك الدولي www.worldbank.org .  يقوم البرنامج بتقدير دالتين لمنحني لورنز بطريقة المربعات الصغرى العادية: دالة تربيعية عامة ودالة بيتا.  ولفهم هذه الدوال دع P ترمز للتوزيع التراكمي للسكان و L للتوزيع التراكمي المقابل للإنفاق الإستهلاكي.  وللمعلومات المجمعة في شرائح فإن معادلة تقدير منحنى لورنز للدالة التربيعية العامة بأخذ الشكل التالي:  حيث ترمز i للشرائح التي إستندت عليها التوزيع التراكمي.  وفي تقدير دالة تستخدم كل الشرائح التراكمية فيما الشريحة العليا.  أما معادلة تقدير منحنى لورنز لدالة بينا فتأخذ الشكل التالي:؛ حيث Ln هي اللوغاريثم الطبيعي.  في حالة الكويت كانت دالة بيتا الأفضل للتوزيع لعام 1986 وللتوزيع الإجمالي لعام 1999، بينما كانت الدالة التربيعية العامة هي الأفضل للتوزيع بين الكويتيين وبين غير الكويتيين لعام 1999.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال