حفظ الزوجة لزوجها في ماله.. المرأة لا تريد من الحياة إلا الزوج فإذا حصلت عليه أرادت كل شيء

تذكري في تلك الفقرة حديث رسول الله (ص): خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه لزوج في ذات يده, وتذكري حديثه (ص): وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله.
فزوجك إن كان فقيرا أو غنيا فإياك أن تكثري عليه في النفقة وأعينيه على حفظ ماله وصونه ويتأكد حرصك على صون ماله إن كان قليل ذات اليد أو صاحب دين أو شاحا بماله.
يقول الشاعر:
إنك إن كلفتني مالم أطق       ساءك ماسرك مني من خلق
اتركيه هو يبدؤك بشراء احتياجاتك ولابأس بذكر ماتحتاجين لمجرد التذكير، ولاتنظري لغيرك وإياك والتعريض له بما عليه فلان أو علان من نعمة وترف فهذه الأساليب الملتوية لا تنجح، وتذكري قول الرسول ص: انظروا إلى من هو دونكم فذلك أحرى ألا تزدروا نعمة ربكم عليكم.
واجعلي نصب عينيك الزهد في هذه الدنيا وماكان عليه خيرة نساء هذه الأمة من التقشف والترفع عن هذه الترهات والرضا بالقليل، فإن وصل به الشح إلى أنه لم يعطك حاجتك الضرورية فقد حل لك أن تأخذي من ماله مايكفيك بالمعروف ولو بغير علمه والله حسيبك وهو مطلع عليك وقد روي عن رسول الله (ص) قوله: ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال: بيت يسكنه وثوب يواري عورته, وجلف الخبز والماء.
اطلبي منه -إن كان قادرا- ما تشتهين دلالا لا إلزاما، وإياك من الإلحاح عليه.
ولا تكوني كما يقول المثل: إن المرأة لا تريد إلا الزوج فإذا حصلت عليه أرادت كل شيء,
ويروى أن عليا سأل فاطمة وقد اصفر لونها: مابك يافاطمة؟ قالت: منذ ثلاث لانجد شيئا في البيت فقال لها: ولماذا لم تخبريني؟ فأجابت: ليلة الزفاف قال لي أبي رسول الله (ص): يافاطمة إذا جاءك علي بشيء فكليه وإلا فلاتسأليه.
إياك من التبرم من ضيق العيش وقلة النفقة فتستحقين الطلاق أو الإيلاء على أقل تقدير وهذا سلوك الأنبياء فمابالك بسلوك آحاد الناس، فقد مر عليك أمر إبراهيم عليه السلام لولده إسماعيل بتطليق امرأته لما شكت له ضيق عيشهم ومر عليك إيلاء النبي (ص) من أزواجه شهرا كاملا لما أكثرن عليه في النفقة كما مر بك ضرب عمر لزوجه في عنقها لما سألته النفقة فإياك ثم إياك أن تلجئي زوجك لمثل ذلك، فالخطأ منك وعليك.
واعلمي أنك مهما وصل بك الأمر لن تصلي لحال أزواج النبي e ومنهن عائشة التي قالت لعروة بن الزبير: يا ابن أختي إن كنا لننظر الهلال ثم الهلال ثم الهلال وماأوقدت في بيت رسول الله (ص) نار, فقال: ياخالة وماكان عيشكم؟ قالت: الأسودان التمر والماء إلا أنه كان لرسول الله (ص) جيران من الأنصار لهم منائح وكانوا يمنحون رسول الله (ص) من ألبانها فيسقينا.
وهناك نوع من الأزواج يستجيب لإلحاح الزوجة ليتخلص من هم لايطاق فيقع في الحرام فتذكري ماروي عن بعض نساء السلف أن الرجل كان إذا خرج من منزله تقول له امرأته: إياك وكسب الحرام فإنا نصبر على الجوع ولانصبر على النار.
وربما تورع عن الحرام ووقـع في الديون، والدين كما يقال: هم بالليل وذل بالنهار, ويقال: حمل الصخور أخف من ثقل الديون, ويكفي في مصيبة الدين أن الشهيد يغفر له كل شيء إلا الدين, وكان رسول الله e يصلي على من مات من أصحابه إلا رجلا عليه دين, وكل ذلك ثابت في الأحاديث الصحيحة.
وروي عن معاذ أنه قال: إنكم ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وإني أخاف عليكم من فتنة السراء وهي النساء إذا تحلين بالذهب ولبسن ريط الشام وعصب اليمن فأتعبن الغني وكلفن الفقير مالايطاق.
وقد تكسبين ماتريدين من زوجك من ثوب أو حذاء أو عرض تافه وتخسرين زوجك بسبب إلحاحك.
وعليك بالتدبير والقصد وروي في الحديث (الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة)، (لاعقل كالتدبير ولا ورع كالكف).
وروى الإمام أحمد عن ابن مسعود (ض) قال قال رسـول الله (ص): ماعال من اقتصد.
وروي عن أبي بكر (ض) قال: إني لأبغض أهل بيت ينفقون رزق أيام في يوم واحد, وعن معاوية (ض) قال: حسن التدبير نصف الكسب وهو نصف المعيشة, وعن عبد الله بن شبيب (ض) قال: يقال: حسن التدبير مع العفاف خير من الغنى مع الإسراف.
والمرأة الصالحة تستطيع أن تكسب قلب زوجها باقتصاد يرى الزوج ثمرته وإن ارتقاء الأسرة وسعادة الرجل ومستقبل الأطفال متوقف - بعد فضل الله سبحانه - على حسن تدبير المرأة وصلاحها، والمرأة المسرفة عدوة نفسها ونكبة على زوجها تهلك بيدها ثمرة أعماله .
قال الشاعر:
     إذا لم تكن في منزل المرء حرة        تدبره ضاعت مصالح داره
وقد قيل : المرأة تبني البيت والمرأة تخربه.
وبعض النساء ترهق زوجها بالمصروفات حرصا على ألايتوفر لديه من المال مايمكنه من الزواج بغيرها وهذه المسكينة غفلت عن يوم الحساب وعن حر جهنم وبعد قعرها ووقعت في عدة طامات أولها: أضاعت المال الذي من الله عليها به وهذا حرام نهى عنه الله ورسوله (ص)، والثانية: عارضت حكم الله وشرعه وتحايلت لمنع المصالح الشرعية والمقاصد العظيمة التي شرع الله دينه لأجلها، والثالثة: جهلت القضاء والقدر ولم تؤمن به حق الإيمان فإن ماأصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك , الرابعة: جهلت صفتي المكر والانتقام اللتين يتصف بهما الله سبحانه فكم من جاهلة مثلها عاملها الله بنقيض قصدها فطلقها زوجها لإسرافها بعد أن أبغضها ومل عشرتها ، وذهب يبحث عن امرأة غيرها تدبر له معاشه وتحفظ عليه ماله, الخامسة: غفلت عن كون الزواج لو أراده الرجل وعزم عليه إما لم يكلفه أصلا مثلما زوج النبي (ص) صحابيا من امرأة على مايحفظ من القرآن، وإما تكلف له بالديون والمساعدات حتى يحقق رغبته ويدعو الله أن يسدد عنه، فليس ثمت فائدة من جرمها الذي فعلت.
والقصص الواقعية عن المرأة المسرفة والمرأة المدبرة كثيرة لانطيل بذكرها وعاقبتهما مشهورة معروفة فالمسرفة مآلها الخراب والنار والمدبرة مآلها الجنة والعمار.
ثم تذكري يابنيتي أن ماتطلبينه أصلا من نفقة يفترض فيه أن يكون لتجملك لزوجك فلاعليك إن لم تستزيدي من ذلك إن رفض أو لم يقدر, وقد مر بك الآثار التي تؤكد عليك لزوم بيتك وعدم خروجك منه إلا لضرورة.
إن تغير حاله من غنى إلى فقر، أو من صحة إلى سقم، أو من شباب إلى هرم فكوني وفية معه، واصبري على ماقدره الله من حال، فالدهر دائما يومان يوم لك ويوم عليك.
إياك أن تنفقي من مال زوجك أعني الصدقة إلا بإذنه فإن فعلت فالأجر له والوزر عليك، إلا إذا كان من مؤونة بيتك وقوتك فله نصف أجر صدقتك كما ثبت في الحديث عن أبي هريرة مرفوعا: وماأنفقت من نفقة من غير أمره فإنه يؤدى إليه شطره, قال أبو هريرة: من قوتها والأجر بينهما ولا يحل لها أن تصدق من مال زوجها إلا بإذنه . ا. هـ
وقد اشترط في نفقتها أن تكون غير مفسدة  ففي لفظ عند البخاري وغيره: إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة.
وعن أبي أمامة قال قال رسول الله (ص): لاتنفق امرأة شيئا من بيت زوجها إلا بإذنه, قيل: يارسول الله، ولا الطعام؟ قال: ذلك أفضل أموالنا.
أما الإنفاق في غير التصدق فهو بدهي ولابد فيه من الإذن ولو كان شيئا يسيرا اللهم إلا إن علمت منه الإذن العام فيما يدق ولايلتفت إليه عامة.
ويلحق بماله كل مايخصه من أمانات لديه أو أوراق تخصه أو تخص غيره فإياك أن تمسيها أو تطلعي عليها إن لم يأذن لك، واعلمي أن ذلك يجتمع فيه عدة معاص ويترتب عليه ذنوب كثيرة، لما فيه من خيانة الأمانة وعصيان الزوج ومشابهة السراق.
اعلمي أن الأزواج لايحبون الشفقة من زوجاتهم لفقرهم أو كساد تجارتهم لأن ذلك يشعر الزوج بأنك تندبين حظك بطريق غير مباشر، فدعي الزوج وشأنه فهو أعلم بمصالح المعاش منك.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال