عليك بمعاونته على طاعة الله عز وجل من عبادة وطلب علم وغير ذلك، وتذكري حديث رسول الله (ص): رحم الله رجلا أيقظ امرأته لتصلي بالليل فأبت فنضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة أيقظت زوجها ليصلي بالليل فأبى فنضحت في وجهه الماء.
قال أبو عقال لصاحبه أبي بكر: ياأبا بكر زال من قلبي حب الدنيا إلا حب النساء قال: فكنت أطوف مغطى العينين خوفا من الفتنة فإذا بامرأة خراسانية نظرت إلي وأنا أطوف فقالوا لها: هذا رجل من ملوك المغرب طلق الدنيا وبقي في قلبه حب النساء، فقالت: أنا أتزوجه فأرسلت إليه، فقال لها: لا أتزوجك حتى تتركي الدنيا ولايبقى معك شيء منها مثلي، فأخبروها فتصدقت بما معها وتزوجت أبا عقال، فأقام معها حتى توفي فدفنا جميعا بمكة.
وقد تكلمت عن مسؤولية المرأة التي يكون زوجها من الدعاة إلى الله أو من العلماء في غير هذا الموضع فإن تحملها صدور شيء من التقصير في حقها لهذا العمل العظيم الذي يقوم به سوف تؤجر عليه إن شاء الله تعالى بل لها أجر المشاركة لتيسيرها السبيل له وتهيئتها الجو المناسب لذلك ومن قصص أهل العلم الطريفة في ما يتعلق بذلك أنه كان لمحمد بن سحنون تسعة أسرة لكل سرير سرية وكانت له سرية يقال لها أم مدام فكان عندها يوما من بعض الأيام فقال لها: ما عندك الليلة يا أم مدام؟ فقالت: زوج فراخ فقال اصنعيهما لنا الليلة ففعلت ذلك وقد أخذ فيما هو فيه من التأليف في كتاب يرد على بعض المخالفين، فاشتغل في ذلك إلى الليل فلما حضر الطعام استأذنته فقال لها: أنا مشغول الساعة فلما طال ذلك عليها أقبلت تلقمه الطعام إلى أن أتى على الفرخين، ثم تمادى فيما هو فيه إلى أن أذن في الجامع لصلاة الصبح، فقال لها: يا أم مدام شغلنا عنك الليلة قربي ما عندك من الطعام، فقالت: قد والله ياسيدي أطعمته لك فقال: ماشعرت بذلك _ لشغله وتعلق قلبه بما كان فيه من التأليف.
وعليك بحثه على طلب الرزق من الحلال وتجنبي إحداث فتنة له في دينه من تقصيرك في حقه أو من فتح باب فتنة له من حيث لاتشعرين ومن ذلك أن تثني على امرأة أجنبية عنده وأعظم من ذلك وصفها له فعن ابن مسعود قال: قال: النبي ص: لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها.
وليست المشكلة في إعجابه بها فيتزوجها، وإنما المشكلة في فتنته بها وقد تكون ممن لايحل له زواجها أو كان ذلك مدعاة إلى طلاق امرأته ليتزوجها، أو وصل به الأمر إلى حرام ولو اقتصر على الفكر فيها.
كوني عونا له على قيام الليل وصوم النوافل وصلة رحمه وبر والديه.
احرصي على الصلاة خلفه في نوافله والصيام معه عند صيامه لما في تلك المشاركة من صقل للتوافق بينكما.
التسميات
زوجية