أكد الرازي على ضرورة الفحص السريري للمرأة الحامل للتأكد من التشخيص, بل ربط الأعراض مباشرة مع نتيجة الفحص السريري للوصول إلى التشخيص; فكننا نجده يضع أساساً لنظام متكامل للتشخيص معتمداً على الملاحظة المباشرة والفحص السريري معاً. وهذا نجده في عدد من الأماكن مما يؤكد اعتماده هذا النظام التشخيصي المنهجي, وهذا بدوره يؤكد على تجربة سريرية ناضجة عند أبو بكر الرازي.
حاول الرازي وضع نظرية جديدة لأسباب تحديد الجنس عند الجنين- وان كنا نجده يعود للنظرية اليونانية في تعليل ذلك في أماكن متفرقة-, وهذه النظرية تكاد تتطابق مع ما توصل إليه العلم الحديث, وهذا يدعوا للعجب, إذ لا نجد أحدا ممن تلاه من الاطباء العرب يعود لهذه النظرية, ربما لأنها تخالف بشدة مجمل النظرية اليونانية المعتمدة على اختلاف الأمزجة بين الذكر والأنثى, وبحيث يجب على الأخذ بها وضع تفسير جديد لكل ما قامت النظرية السابقة بتفسيره, وهنا نجد أن الرازي لم يقم بذلك بل عاد إلى نفس النظرية السابقة في تعليله للأعراض والعلامات السريرية, أي انه وعلى الرغم من أنه توصل لنقض النظرية أولا, ووضع نظرية جديدة اقرب إلى الصحة ثانياً, إلا أنه لم يعتمد عيها كل الاعتماد في كتاباته وهذا ما أضعف قيمتها, ودفع من تلاه إلى عدم الاعتماد عليها.
التسميات
حمل