القيمة الفنية للعمل الأدبي في عصر العولمة.. الحاسوب يمنح للكاتب حرية أوسع في انتقاء الألفاظ والتصحيح والمراجعة

بعض القراء يرى ان الأدب المكتوب على الاجهزة الالكترونية ،لايتوفر على العناصر الفنية التي يمكن بواسطتها ان نطلق كلمة الابداع على الكتابات سواء كانت نثرا ام شعرا ، وارى ان هذا القول لايعدو ان يكون محاربة للجديد الذي عرف بها بعض المتابعين، فما الفرق ان كنا نكتب ما يجول في دواخلنا على الورق ام على الحاسوب ؟ أليس الحاسوب يمنح للكاتب حرية أوسع في انتقاء الألفاظ والتصحيح والمراجعة؟ فيعمد الى حذف بعض الكلمات وكتابة أخرى يجد انها أقدر من غيرها ،على التعبير عما يريد من معان، فذائقة القراء العرب ليست كلها تقليدية، وهناك مجموعة كبيرة من القراء والمبدعين ايضا تجد سعادتها ورضاها في التعامل مع التقنيات الحديثة.
وان كانت بلداننا العربية ومجتمعاتنا لم تساهم في ابتكار هذه الأجهزة واستخدامها كما فعلت الأمم المتطورة مثل الصين واليابان ، فانه ليس من المناسب ان نحكم على الجميع انهم لايتقبلون الجديد..
أوجد استخدام النت العديد من المنتديات العربية والموافع الالكترونية استطاعت ان تخلق ادبا جميلا بدأ بعض الكتاب بكتابات بسيطة كأي مبتديء ثم استطاعوا تطوير ادواتهم الفنية بعد التفاعل مع القراء والاستماع الى ارائهم فيما يكتبون ، كما ان الردود السريعة على الكتابات جعلت الكاتب يمتلك الشجاعة ويقبل على التعبير عن رأيه الشخصي فيما يقرأ بكل حرية..
ما هي حدود تعاملك مع هاتفك الجوال او حاسوبك المحمول فيما يتعلق بالإبداع؟ وماذا تفعل عندما تلح عليك الفكرة لتجسدها في قصة او تعبر عنها في قصيدة ؟ ماذا تفعل ان داهمتك الفكرة وانت خارج منزلك ؟هل تتجاهلها ام تكتب ملخصا عنها ؟ حتى تصل إلى المنزل وتنقلها. لقد أصبح الحاسوب عنصراً أساسياً في صناعة الابداع أدبا ام فنا ممكن ان نكتب اي نص على الجوال ذي النوع المتطور وتعاد الكتابة على الحاسوب، ان عاد المبدع الى المنزل... فهل يعني هذا أن الإبداع في هذه الحالة سيكون حكرا على شريحة ثرية وقادرة على التعامل مع تكنولوجيا أكثر تطورا، وقادرة على الحصول على هاتف محمول يمكنه كتابة كل حرف فيه بسهولة ، فلا يضيع الكاتب وقته بالبحث عن الحروف، وينسى التعبير عن الفكرة ، يمكننا ان نجيب عن هذا الاستفسار بانه لم يعد هناك فرق كبير بين حجم الهاتف المتطور والحاسوب المحمول ، وان أثمان الحاسوب المحمول قد انخفضت ، وأصبح بامكان الكتاب والأدباء أن يضمنوا جمال كتاباتهم
ولم تعد التكنلوجيا تفرض معايير جديدة على العمل الأدبي، بحيث يصبح أقصر مثلا، فيودي بفنية العمل الابداعي، فأن طول العمل أو قصره ليست مرتبطة بإمكانيات الجهاز، فبعض أعظم القصص القصيرة جدا لا تتجاوز كلمات قليلة، ونجاح الكتابة وفنيتها تحددها موهبة الكاتب ومرانه وطول خبرته واجتهاده في التعبير عن ابداعه الى جمهور متابع ومحب ، ومهما قيل عن الاستعانة بالتطور التكنلوجي، فاننا ككتاب عرب او ناطقين بالعربية ما زلنا في بداية الطريق ، فما زال الكتاب المطبوع يستأثر باهتمام القاريء والكاتب معا ، ولم نصل بعد الى ما وصلت اليه الدول المتقدمة من جعل التقنية شريكا في الابداع ، ومعظم كتابنا الكبار يجمعون بين النوعين من الكتابة الورقية والنتية ، رغم ان الكثير من الأعمال الادبية صدرت الكترونيا وبشكل جميل جدا مع صور خلابة ،توضح أحداث العمل الأادبي ، وهناك مواقع عربية متخصصة في اصدار الأعمال الادبية الكترونيا كما يفعل منتدى مطر المغربي، وملتقى الصداقة الفلسطيني اللذين أصدرا أروع الاعمال لكبار الكتاب العرب من مختلف الأجناس الادبية قصة ورواية ومقالة ونقد أدبي ، فقد اصدر منتدى مطر الكثير من الاصدارات لكاتبات عربيات، ومن بينها رواية لي عنوانها ( العرس ) تتحدث عن المسكوت عنه كما اصدرت لي ملتقيات الصداقة مجموعة قصص ، ولا تقتصر أعمال المنتديات على الاصدارات القصصية والروائية ، وانما ساهم بعضها في ترجمة الاعمال الادبية الى اللغات العالمية ، ساهم منتدى مطر المغربي في ترجمة الكثير من القصص القصيرة جدا الى اللغة الفرنسية للعديد من القاصين والقاصات العرب والمغاربة ا، وبعض قصصي القصيرة جدا ترجمت الى اللغة الفرنسية وسوف تجمع القصص المترجمة في كتاب ،كما ساهم النت قي صدور اعمال روائية مشتركة بين مبدعيين عربيين قد يعيشان في بلدان بعيدة واذكر بعض الأمثلة على الأعمال الأادبية المشتركة رواية ( الزمن الحافي) صدرت عام 2007 مشاركة بيني وبين الاديب العراقي (سلام نوري) وتتحدث عن الشعب العراقي بعد تغيير النظام عام 2003 وتدافع عن الشعب العراقي الذي بقي يعاني الكثير طيلة عقود، ولم ينج من تلك المعاناة حتى ايامنا هذه ،نشرت روايتنا المشتركة في الكثير من المواقع العربية النتية وطبعت في بغداد ، ووزعت وكتب عنها النقاد ، الذين وجدوا اننا تأثرنا باعمال الكاتب المغربي ( محمد شكري) كما أصدر المبدعان غريب عسقلاني من فلسطين وهناء القاضي من العراق اعمالا مشتركة ، كان غريب عسقلاني يكتب النص ويرسله الى هناء القاضي لتكمله وأصبح لهما كتابان مشتركان نشراه في العديد من المواقع من ضمنها مركز النور العراقي الذي يكتب فيه المبدعون العرب والمبدعات من كل الاقطار العربية، كما أثر التطور التكنولوجي وتعرف الكاتبات العربيات والكتاب على بعضهم بواسطة المواقع النتية ان تحدث المهرجانات الادبية الكثيرة الشعرية والنثرية ، وقد حدثت العديد من الملتقيات والتي تهتم بفن القصة او فن الشعر، او بالادب بنوعيه مما ساهم في تنشيط الحركة الادبية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال