إنّ التغيّرات العميقة التي عرفتها الساحة الوطنية والعالمية تدعو العلوم الاجتماعية والإنسانية إلى تحمّل مسؤولية أداء مهمّتها الأساسية، أي: تحويل الفرد إلى شخص اجتماعي متوازن وناجع.
والعلوم الاجتماعية والإنسانية في المنظومة التربوية الجزائرية مطالبة برفع غاياتها وأهدافها إلى مستوى يمكّنها من رفع التحدّي الذي يفرضه - على المستوى الداخلي- تعدّد الأحزاب، والانتقال إلى اقتصاد السوق، وضرورة العناية بالإخلاص للوطن وحبّه، والمواطنة. كما يفرضه على المستوى الخارجي كلّ من التوجّه الحتمي نحو العولمة من جهة، والتحوّلات التي أحدثتها وسائل الإعلام والاتّصال من جهة أخرى.
كلّ هذه التحوّلات العميقة والشاملة تستدعي إعادة النظر في دور العلوم الاجتماعية والإنسانية، وكذا مكانتها في المنظومة التربوية، إذ: لا ينبغي أن تقتصر على الدور الاجتماعي وتأكيد الهوية الوطنية بالمفهوم التقليدي للعبارة، بل يجب أن تتعدّاها إلى التكفّل بالمطالب الاجتماعية والسياسية، الاقتصادية والثقافية نتيجة العصرنة وتوسّع المبادلات الدولية.
التسميات
تدريس المواد