اجتماعات دافوس والكفاح ضد التضخم المالي وخفض العجز في الميزانيات والانفتاح أمام التجارة الدولية

لقد أصبحت المواعيد الجديدة لسادة العالم، في الميدان الاقتصادي واجتماعاتهم في دافوس، كمواعيد الحج إلى الأماكن المقدسة بالنسبة إلى هذه الليبرالية الفائقة، ويكون المحج عاصمة العولمة، والمأوى المركزي للفكر الوحيد.
ويؤكد غالبية هؤلاء البالغ عددهم الألفين من الزعماء الشموليين، أثناء اجتماعاتهم، وعلى نحو شعائري، أنه يجب الكفاح ضد التضخم المالي، وخفض العجز- في الميزانيات، ومتابعة سياسة نقدية محددة، تتسم بالمرونة في العمل، وتضاؤل الدولة الإلهية، والحث دون توقف على التبادل الحر. وهم يمجدون الانفتاح المتزايد أمام التجارة الدولية، من قبل جميع البلدان، وتشجيع الجهود الحكومية لخفض العجوز والإنفاق والضرائب والتصفيق للخصخصة، وطبقاً لهؤلاء، لم يبق هناك تعاقب سياسي أو اقتصادي، اكْتُسِب عن طريق السوق، ونشط بالانترنيت، فالعالم يعيش، نهاية التاريخ، إن صح القول.
وتبقى المنافسة في نظر هؤلاء، القوة الوحيدة المحركة: "سواء كنا أفراداً أو شركات، أو بلاداً –هذا ما صرح به هلموت موشر (HELMUT MAUCHER) صاحب معمل نستله، على سبيل المثال –فالهام للعيش في هذا العالم، هو أن تكون أكثر تنافسياً من جارك". وسيكون الشؤم حليف الحكومة التي لا تسير في هذا الطريق: "فالأسواق ستقرر ذلك على الفور، هذا ما قاله هانس تيتماير (HANS TITMYER) رئيس (البوندستا) محذراً –لأن رجال السياسة هم بعد اليوم تحت سيطرة الأسواق المالية". وكما استطاع أن يؤكده في دافوس، عام (1996) مارك بلونديل (MARC BLONDEL) الأمين العام لنقابة القوى العاملة الفرنسية بقوله: "السلطات العمومية، ليست، الأفضل، من مقاول في شركة ما. إذ تحكم السوق، وتدير الحكومة".

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال