الأمة ضد الإمبراطورية.. تطور المجتمع في الولايات المتحدة وسحق الأوساط العمالية والشعبية

لم يصبح الخيار الاقتصادي الإمبريالي دون جدل أو حوار، ودون أزمات، وكان ذلك الجدل، فيما وراء الأطلسي أكثر مما كان في أوروبا، بين العديد من الباحثين من أجل أن يعلنوا موقفهم من التبادل ـ الحر، ونتائجه بالنسبة لعالم العمال في الولايات المتحدة ـ وهو في أغلب الأحيان كان يجري خارج الجامعات الأكثر شهرة وخطورة ونفوذاً في المؤسسات الرسمية. ففي الولايات المتحدة، حيث جرى الكشف من جديد عن الحماية (PROTECTIONNISME) من قبل المنظر الألماني فريدريك ليست (FRIEDRICH LIST)، الصيغة الاقتصادية التي تحدد مجالاً وطنياً محمياً من العالم الخارجي لكنها ليبرالية في سير عملها الداخلي. ونشر تجار الاستراتيجية (LES STRATEGIC TRADERS)، أنصار الدفاع عن الصناعات في الولايات المتحدة، العديد من المقالات والشواهد، ضد آسيا بشكل عام، واليابان بشكل خاص. وكان لبعضها أهمية سياسية، في فترة رئاسة كلنتون، الأولى خاصة.
فقد أدرك استراتيجيو التجارة، المشاكل، تحت الزاوية الاقتصادية والتجارة. وكان ميكائيل لاند (MICHAEL LIND) الأول الذي أعد في عام (1995) شخصياً لتطور المجتمع في الولايات المتحدة، متوافقاً، مع التأكيد على التبادل ـ الحر. فهو يصرح بسحق الأوساط العمالية والشعبية. وكانت المساهمة الأكثر أهمية، متطابقة مع الوصف الجديد للطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة، الطبقة العالمية البيضاء (WHITE OVERCLASS)، المحدد، ليس فقط عن طريق الدخل، بل عن طريق العادات الثقافية وعن طريق العقليات والذهنيات، مع توجيه الاهتمام كأفضلية، للدراسة الحقوقية والقانونية، وليس التقنية، وإن موالاتها للإنجليزية، زهيدة القيمة ـ وكوسيلة بالنسبة للعمل المؤكد (AFFIRMATIVE ACTION) (( "تمييز إيجابي" لصالح الأقليات)) في المجال العنصري، وحذاقته لحماية أطفاله الخاصين، من المنافسة الثقافية في المجال الجامعي. فقد رسم ليند (LIND) صورة الولايات المتحدة، ذات الطبقات، لم يعد للنفايات فيها أي نفوذ، على الحزب الديموقراطي، وبأنها تميل لصالح أقل ديموقراطية فأقل. ويبدو للوهلة الأولى، أنه أدرك، أنه في المرحلة الحالية، هناك تعاكس، ينتج بين أوروبا والولايات المتحدة، كون القارة القديمة، أكثر ديموقراطية من العالم الجديد، بعد اليوم. وليند، مثقف ومناضل، ويطالب بتحديد وطني جديد للولايات المتحدة، وبالاكتفاء الذاتي، وبالديموقراطية أكثر من كونه خاضعاً لحكم الأقلية ومعتمداً لها.
لقد كان ذلك في العام (1995). بأن أوحت الزيادة في العجز التجاري في الولايات المتحدة في الفترة (1994 ـ 2000)، كذلك تطور الدخل، أوحيا أن المعركة بالنسبة للأمة، هي الديموقراطية، والاستقلال الاقتصادي، وهي الأمور التي جرت خسارتها في السنوات (1995 ـ 2000). ولم يستطع علم الأحداث CHRONOLIGIQUE هذا، والتسارع في الدينامية الإمبريالية التي كُشِفَت، لم تستطع، ولم تتمكن من أن تصبح مفهومة على الفور بالنسبة للتطور، كموضوعية ومتوقعة، من الخصومة، وقطب موازٍ روسي، كذلك مخصصة لمنطق عام للسياسة الخارجية للولايات المتحدة. ولا تعتمد حركة الولايات المتحدة نحو النظام الإمبريالي، المفعم والكامل، لا يعتمد فقط، أوحت بصورة أساسية، في الواقع، علاقات قوة داخلية للمجتمع في الولايات المتحدة، فالإمبراطورية هي علاقة العالم الذي يحب أن يكون مهيمناً عليه، ممتصاً ومحولاً في المجال الداخلي في سلطة الدولة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال