تغليب المصلحة العامة من اهم اهداف التربية.. تاكيد الاتصال الوثيق بالبيئة المادية و الاجتماعية والتكيف المستمر مع الواقع المتغير لمجابهة التحديات

عرف افلاطون “العبد” بانه هو الذى يتقبل ما يفرضه عليه غيره من غايات تحدد سلوكه دون ان تكون له ارادة او اعتراض على ذلك و هذه الحالة توجد فى المجتمع رغم زوال الرق بمعناه القانونى… و نجدها حيثما يشترك الناس فى عمل نافع اجتماعيا دون ان يتفهموا هذه المنفعة او تكون لهم فيها مصلحة مباشرة او اهتمام شخصى… فالطفل الذى لا يعبر عن مواقفه و رغباته فى الممارسة التعليمية انما يكون بمثابة العبد لشىء لا يدرك جدواه  اما اذا عرف ان ما يقوم به من عمل سيعود عليه بالفائدة و سيكون عنصرا فاعلا فيه و مؤثرا على المحيطين به لدفعهم الى الاشتراك معه فى عمل يحقق لهم مصلحة مشتركة.
ان بحث الافراد عن مصالحهم الشخصية يجعلهم عبيدا لشهواتهم الجامحة التى زودتهم بها الطبيعة ويرفضون التواصل مع غيرهم وهو ما يولد امما منعزلة و اسرا لا تمتن علاقتها بالحياة الفسيحة و تصبح المدارس منفصلة عن البيت او المجتمع… و ينقسم المجتمع الى فقراء وميسورين و علماء و جهلاء و تنعدم المرونة و يعم الجمود و التقوقع و تسود مثل الانانية و التكبر و تصبح نظرة المجتمع للغرباء كنظر المتوحشين الذين يعتبرون الغريب عدوالا يمكن التعايش معه و من اسباب ذلك التفكير عدم ملاءمة العادات القديمة مع التجارب و التطورات الحديثة
و الاساس فى التربية الحديثة تاكيد الاتصال الوثيق بالبيئة المادية و الاجتماعية و لعل ابرز مثال على اهمية التواصل فى تطور الامم هو ما تحدثه الحروب من فرض التواصل مع الآخر و الاخذ من تجاربه مما يثرى و ينمى واقع الافراد و المجتمعات او تبادل التجارب عبر الرحلات و التجارة… فالتربية تقتضى الاخذ باسباب التطور و الحداثة عبر التواصل و تبادل المصالح و التكيف المستمر مع الواقع المتغير لمجابهة التحديات و بناء المواقف من كل ما يحيط بنا… و لتحقيق هذا الغرض تتكفل التربية باعداد افراد يتميزون بالاسقلال الفكرى و بالتالى القدرة على الابتكار و سرعة التكيف مع واقعهم و الاستعداد له قبل حصوله من خلال تهيئة البيئة الملائمة لذلك و تحديد الاهداف الخاصة و العامة لكل ما نروم القيام به و خاصة فى المجال التربوى لانه سيحدد طبيعة كل فرد فى المجتمع و بالتالى واقع المجتمع و مستقبله…

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال